مرصد مينا – لبنان
أثارت وفاة شابة جراء انقطاع التيار الكهربائي ضجة كبيرة وموجة غضب واسعة في لبنان، الذي يعاني من مجموعة أزمات غير مسبوقة، ومن بينها أزمة الكهرباء.
اللبنانيون نعوا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الشابة التي تدعى “ميرنا غمراوي”، من منطقة البداوي، شمال البلاد، والتي فارقت الحياة، أمس الخميس، بعد إصابتها بضيق في التنفس، حيث كانت حامل في شهرها الثامن.
إحدى صديقات “غمراوي” قالت، في منشور عبر موقع “فيس بوك”، إن “(ميرنا) لم تمت بحادث سيارة، أو بفيروس كورونا، وإنما توفيت بسبب الحر وانقطاع الكهرباء وعدم توفر تهوية كانت بأمس الحاجة إليها، لاسيما وأنها حامل في توأم بالشهر الثامن”.
وأضافت أن “(ميرنا) لم تستطع التنفس، وعند وصول فرق الصليب الأحمر كانت قد فارقت الحياة.. (ميرنا) انقطع نفسها ونفس أطفالها الذين نطرت مجيئهم لسنوات طويلة، وراحت ضحية صفقات الفاسدين وعديمي الضمير في لبنان”.
وتداول اللبنانيون نبأ وفاة “غمراوي”، الذين أطلقوا عليها “شهيدة كهرباء لبنان”، و”شهيدة صفقات الزعران”، معبرين عن غضبهم مما آلت آليه الأوضاع في بلادهم، التي شبهها بعضهم بالأوضاع السائدة خلال “العصر الحجري”.
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية، وصفت بأنها الأسوأ منذ عقود، في ظل انهيار الليرة، وفقدانها نحو 80% من قيمتها، خلال الأشهر القليلة الماضية، وشح الدولار، الذي تجاوز سعر صرفه الـ9000 ليرة.
انهيار العملية المحلية انعكس سلبا على مواد تدعمها الحكومة بالعملة الصعبة، ومن بينها الوقود الضروري لتوليد الكهرباء، والتي فجرت زيادة ساعات انقطاعها مؤخرا مظاهرات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد.
وزير الطاقة اللبناني “ريمون غجر” كان قد أعلن، في الـ10 من تموز الجاري، أن “وضع الكهرباء سيتحسن خلال 48 ساعة، وسينخفض التقنين بسبب وصول باخرة وقود إلى البلاد”، إلا أن ذلك لم يتحقق، حيث غزت صور ومقاطع فيديو مواقع التواصل الاجتماعي، قال ناشطون إنها لشوارع رئيسية في بيروت، وغيرها من المدن اللبنانية، يخيم عليها الظلام، مؤكدين أن “البلاد باتت غارقة في العتمة”.
ويحمل الكثير من اللبنانيين “حزب الله” مسؤولية الأزمة الحاصلة، لاسيما أنه يقوم بتهريب المشتقات النفطية، عبر معابر غير شرعية، إلى سوريا، ما يأمن له أرباحا طائلة على حساب الخزينة اللبنانية.