حرائق ضخمة في الساحل السوري تخرج عن السيطرة وفرق تركية تنضم إلى جهود الإطفاء

مرصد مينا

تتواصل الحرائق التي تضرب المنطقة الساحلية في سوريا، وسط صعوبات متزايدة تعيق جهود فرق الإطفاء والدفاع المدني، فيما تم إخلاء قرى بأكملها في ريف اللاذقية بعد تمدد النيران نحو المناطق المأهولة بالسكان.

وقال عبد الكافي كيال، مدير مديرية الكوارث والطوارئ في محافظة اللاذقية، في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن النيران في منطقة قسطل معاف امتدت باتجاه عدد من القرى السكنية، مما استدعى تدخلاً عاجلاً من فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخلاء السكان.

ومنذ أيام، تشهد سوريا، ولا سيما مناطقها الساحلية، سلسلة من الحرائق الواسعة التي التهمت مساحات كبيرة من الأحراج والغابات، وسط ظروف مناخية صعبة تساهم في تفاقم الأزمة، منها سرعة الرياح، وارتفاع درجات الحرارة، والجفاف الشديد.

وفي تطور لافت، بدأت صباح اليوم السبت فرق إطفاء تركية المشاركة في عمليات إخماد النيران في محافظة اللاذقية، بعد تنسيق مشترك مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية.

وذكرت مديرية الدفاع المدني السوري أن الدعم التركي تضمن إرسال طائرتين مروحيتين و11 آلية (ثماني سيارات إطفاء وثلاثة ملاحق لتزويد المياه).

وأوضحت المديرية في منشور على صفحتها الرسمية في فيسبوك، أن 62 فريق إطفاء من الدفاع المدني وأفواج الغطاء الحراجي يشاركون في جهود إخماد الحرائق المستمرة منذ أول أمس الخميس في مناطق قسطل معاف، وزنزف، وربيعة بريف اللاذقية.

كما أطلقت منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة بـ”الخوذ البيضاء”، تحذيراً من انبعاثات الدخان الكثيف، مشيرة إلى احتمال امتداده نحو القسم الشمالي من جبال الساحل، ومدينة حماة وريفها، ومناطق جنوبي إدلب.

وأكدت فرق الدفاع المدني أن الحرائق تسببت في قوع خسائر مادية في حقول الأشجار المثمرة نتيجة الانتشار السريع للنيران، وطالبت السكان بالتعاون والإبلاغ عن أي محاولات متعمدة لإشعال الحرائق في مناطق الأحراج.

من جانبه، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في منشور على منصة “إكس” إنه يتابع الوضع عن كثب من الميدان، مؤكداً أن الفرق تواجه صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة، وسرعة الرياح، ودرجات الحرارة المرتفعة.

وأضاف: “نعد السوريين بأننا سنبذل أقصى الجهود لمواجهة هذه الحرائق، ولن نخذلهم أبداً”.

يأتي تصاعد هذه الحرائق في سياق تغيرات مناخية قاسية تضرب المنطقة. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد صرّحت في حزيران الماضي بأن سوريا تواجه “أسوأ ظروف مناخية منذ 60 عاماً”، محذّرة من أن موجات الجفاف غير المسبوقة قد تضع أكثر من 16 مليون شخص في دائرة انعدام الأمن الغذائي.

وتعاني سوريا، إلى جانب ذلك، من آثار الحرب الطويلة التي امتدت لأكثر من عقد، بالتزامن مع مرحلة انتقالية مستمرة منذ الإطاحة بنظام بشار بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتسلم السلطات الجديدة لمهامها.

وأوضح عبد الكافي كيال أن عمليات الإخماد تعيقها تحديات خطيرة على الأرض، أبرزها انتشار الألغام والمقذوفات غير المنفجرة في عدد من المناطق، إلى جانب صعوبة الوصول إلى بؤر النيران، وسرعة الرياح التي ساهمت في توسّع رقعة الحرائق نحو مساحات جديدة.

Exit mobile version