تستمر حالة التصعيد العامة بين الشارع الجزائري والجيش، حيث لا زال الأول يطالب بتنحية كافة رموز النظام السابق- إبان حكم بوتفليقة- في حين اعتبر رئيس أركان الجزائري، الفريق “أحمد الصالح” المطالبة بدولة مدنية لا عسكرية “مسمومة”.
وسط الخلافات التي تتعمق بين الجزائريين والجيش، والطريق الذي يبدو طويل وربما مسدود الأفق على المستوى القريب، دخل الاقتصاد المحلي دائرة الأزمة التي تضرب البلاد، في حين تحدث خبراء في الاقتصاد، عن استخدام الجيش الجزائري لسلاح العملة المحلية لردع المتظاهرين الذين خرجوا في جمعتهم الـ 21 على التوالي.
حيث استجاب الجزائريون وفق وسائل إعلام جزائرية، للمشاركة في مظاهرات الجمعة 21، حاملون جعبتهم ذات الشعارات المطالبة بـ “دولة مدنية غير عسكرية”، وكذلك الثبات على مواقفهم الرافضة لتنظيم انتخابات ضمن الأجواء السياسية الحالية، والتي يعتبرونها محاطة برموز نظام بوتفليقة وتحكمهم بمفاصل الدولة.
كما حملت حناجز ويافطات المتظاهرين يوم الجمعة، الشعارات المؤيدة للإفراج عن سجناء الراك والمطالبة بحرية الصحافة والتعبير، لا سيما في الجزائر العاصمة.
في حين، أعلن وزير المالية عن انخفاض إضافي في احتياطيات الصرف، فقد انخفضت إلى 72.6 مليار دولار في نهاية أبريل 2019 ، بعد أن كان 79.88 مليار دولار في نهاية عام 2018 ، بانخفاض قدره 7.28 مليار دولار في ظرف أربعة أشهر.
كما أطلق رئيس اركان الجيش الجزائري تصريحات وصفت بـ “الشديدة” خلال اليومين الماضيين ضد الحراك المطالب بـ “دولة مدنية”، واعتبر الفريق “أحمد قايد الصالح” تلك العبارات “مسمومة”، الأمر الذي أدى إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات، رغم كثافة الحواجز والنقاط الأمنية التي نصبها الجيش الجزائري قبيل انطلاقها.
وفي خطاب قرأه بـ”نادي الضباط” في أعالي العاصمة، أبدى الفريق صالح تذمراً شديداً من “رفع شعارات كاذبة ومفضوحة الأهداف والنيات، مثل المطالبة بالدولة المدنية وليست الدولة العسكرية”.
وأضاف أن “الشعار المتداول بقوة (نريد دولة مدنية لا عسكرية) يحمل أفكاراً مسمومة أملتها عليهم (المتظاهرين) دوائر معادية للجزائر، ولمؤسساتها الدستورية (…) وتكنّ حقداً دفيناً للجيش الوطني الشعبي ولقيادته الوطنية التي أثبتت بالقول والعمل أنها في خدمة الخط الوطني المبدئي للشعب الجزائري”.
وكانت قد نقلت صحيفة ” الشروق” الجزائرية، يوم السبت، 13 تموز، 2019 بأن شابا في ولاية بجاية وأمام المقر الشعبي، قام بإضرام النار في نفسه مساء الأربعاء الماضي شرقي البلاد، وكان قد لقي حتفه مساء الجمعة.
ونقلا عن مصدر طبي من داخل مستشفى ” خليل عمران”، في تصريح لصحيفة ” الشروق الجزائرية” أفاد فيه ” أن شابا توفي متأثرا بحروق من الدرجة الثانية كان تعرض لها”.
حيث أن الضحية ” د.ك” وهو شاب في الأربعينيات من العمر، يسكن في حي احدادان بعاصمة ولاية بجاية، وكان في يوم الحادث قد جاء إلى مقر الولاية، والتي يتواجد فيها مقر المجلس الشعبي الولائي، وله معاملة رسمية في مقر الولاية، يصارع لتوقيعها منذ زمن، فما كان من الشاب وبعد فقدانه الأمل بتسيير أمور معاملته، إلا أن قام بسكب مادة البنزين سريعة الاشتعال على جسده، وأحرق نفسه.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي