أثارت الإقالات الجماعية لررؤساء ثلاث بلديات، موجة من الغضب الشعبي داخل تركيا، حيث شهدت مدن جنوب شرق البلاد، الإثنين، مظاهرات نظمها أهالي المنطقة احتجاجاً على قرار عزل رؤساء 3 بلديات أكراد، كانوا قد وصلوا إلى مناصبهم بالانتخابات، إذ تم استبدالهم بقرارات إدارية.
وكان آلاف المتظاهرين قد خرجوا في كل من مدن – ديار بكر وفان وماردين التي تم عزل رؤساء البلديات فيها، ونددوا بالقرار الصادر عن السلطات وطالبوا الرئيس التركي باحترام الديمقراطية، وإعادتهم إلى مناصبهم بحكم أنهم انتخبوهم، معتبرين ان “الكلمة الفصل في البلاد الديمقراطية تكون لصناديق الإقتراع”، وهو ماكان يقوله دائما أردوغان.
الشرطة التركية حاولت قمع المظاهرات بعدة وسائل، بما فيها المياه وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، مخلفة إصابات في صفوف المحتجين، ونشر ناشطون صوراً لتفريق المتاظهرين تظهر عربة تركية، وهي تقوم برش المياه على المتظاهرين، وأخرى يظهر فيها بعض الدخان يبدو أنها ناتجة عن قنابل مسيلة للدموع.
وكانت وزارة الداخلية التركية قد أصدرت صباح الإثنين، قراراً باستبعاد رؤساء بلديات ديار بكر وماردين وفان التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، بعد أن تسلموا مناصبهم على الرغم من اختيارهم من قبل الإرادة الشعبية في انتخابات المحليات 31 مارس/ آذار الماضي، بحسب موقع زمان المعارض.
وبررت زارة الداخلية قرارها بإبعاد رؤساء البلديات وتعيين وصاة بدلاً عنهم، بأنهم يُسخرون إمكانيات البلديات لخدمة حزب العمال الكردستاني والتنظيمات التابعة له، وأنهم استغلوا انتخابات المحليات ليوفروا المصادر المالية والمادية، لحزب العمال الكردستاني وأذرعه السياسية، من جانب آخر، ألقت قوات الأمن التركية القبض، الإثنين، على عمدة قرية تابعة لمدينة عثمانية في جنوب تركيا مع أحد أصدقائه بتهمة إهانة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه عدة نقابات محامين في مدن مختلفة من تركيا، رفضها دعوة من رئاسة الجمهورية، للمشاركة في حفل افتتاح السنة القضائية الجديدة المقرر إجراؤه في 2 سبتمبر/ أيلول المقبل، احتجاجاً على عدم استقلال الجهاز القضائي وتدهور وضع الحريات وحقوق الإنسان في البلاد.
ردود رسمية
ويبدو ان إقالة رؤساء ثلاث بلديات كبرى، لم تزعج جناح المعارضة العلمانية “جي هي بي” فقط، بل أزعجت مسؤولين سابقين في الدولة أيضا، حيث رصد “مينا” ردود أفعال كل من الرئيس التركي السابق “عبدالله غل” ورئيس وزراء تركيا الأسبق احمد داود اوغلو.
و في تغريدة له على تويتر قال “غل” ان “اقالة رؤساء بلديات تم انتخابهم قبل فترة قصيرة، بهذا الشكل، لم يكن عملا صائبا، من اجل ديمقراطيتنا”! اما احمد داود اوغلو فاعتبر في تغريدة له على موقع التوتير ايضا ان “هذا القرار منافي لروح النظام الديمقراطي، الذي جاء بالانتخابات يجب ان يرحل بالانتخابات وهذا ما يستوجبه مبدأ الارادة الشعبية”!
وأضاف ايضا بحسب ما ترجم “مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي” ان “هذا القرار من شأنه أن يضعف عملية الحرب مع الارهاب و ان اقوى اشكال الحرب مع الارهاب و اشدها تاثيرا هو الدخول الى القلوب و الفوز بالانتخابات لا اقالة المنتخبين ديمقراطيا”!
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي