حرب التصريحات مستمرة بين المغرب والجزائر

مرصد مينا – المغرب

أدلى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الجزائرية “محند أوسعيد بلعيد” بتصريحات حول القنصل المغربي في وهران “أحرضان بوطاهر”، الذي غادر البلاد قبل أيام، أثارت امتعاض الرباط.

وكان بوطاهر قد ظهر، منتصف الشهر الماضي، في تسجيل مصور، قال فيه “إننا في بلاد عدوة”، وذلك خلال لقاء له مع مواطنين مغاربة عالقين في الجزائر، تجمعوا أمام القنصلية للمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم. وبعد انتقادات واسعة، قال بوطاهر إن “المشاهد الظاهرة في التسجيل صحيحة، إلا أن الصوت مفبرك”.

واستدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير المغربي لديها الحسن عبد الخالق، احتجاجا على الحادثة، التي اعتبرتها، “إن صحت”، “إخلالا خطيرا بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية، ومساساً بطبيعة العلاقات بين البلدين”.

بلعيد قال، في مؤتمر صحفي، إن “القنصل المغربي غادر فعلا التراب الوطني، وطلبنا سحبه لأنه تجاوز حدود اللياقة والأعراف الدولية”، مضيفا أن “تصرفه لم يكن مستغربا، إذ علمنا أنه ضابط مخابرات وعين كقنصل في وهران لأسباب أخرى”.

من جهته، عبر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عن امتعاض بلاده من تصريحات بلعيد، وكيله الاتهامات للقنصل المغربي.

“بوريطة” قال إن “المغرب يرفض هذه الادعاءات السخيفة التي لا أساس لها من الصحة، فالقنصل العام للمملكة بوهران هو إطار بالوزارة، وله مسار مهني يمتد لـ28 عاما، سواء في المصالح المركزية أو في عدة مناصب بالخارج”.

وأضاف الوزير “حرصا منا على الحفاظ على الهدوء في العلاقات الثنائية، لا سيما في خضم تفشي جائحة كوفيد-19، بادرت إلى الاتصال بنظيري الجزائري لأبلغه أنه بغض النظر عن مدى صحة الأقوال المنسوبة إلى القنصل، فقد قرر المغرب استدعاءه فورا”، مؤكدا أن ذلك جاء بـ”مبادرة حصرية من الرباط”.

وأبدى بوريطة استغرابه من كلام بلعيد، متسائلا “عن الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد الجديد والإرادة المستمرة للجزائر في تغذية مناخ من الارتياب يسير عكس كل قواعد حسن الجوار”، حسب قوله.

وكانت وسائل إعلام مغربية كشفت، الأحد الماضي، أن السلطات سحبت قنصلها في مدينة وهران الجزائرية أحرضان بوطاهر. وقالت إن ترحيله جاء بعد اتصال أجراه بوريطة مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، التزم خلاله بحل الإشكال الذي أثارته التصريحات المنسوبة للقنصل.

Exit mobile version