مرصد مينا
ارتفع سعر الغاز في أوروبا بنسبة 30% ليبلغ نحو 2900 دولار، غداة إعلان روسيا وقف إمدادات الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1″، يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه السجال محتدما بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي بشأن المسؤولية عن تعثر تدفق الغاز، فيما أعلنت روسيا، اليوم الاثنين، صراحة اشتراطها رفع العقوبات الغربية مقابل استئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط “نورد ستريم 1” والمتوقفة وفقا لتقديراتها بسبب تعطل أعمال الصيانة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات نقلتها صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 “لن تستأنف بالكامل حتى يرفع الغرب العقوبات الجماعية”، مضيفا أن مشكلات ضخ الغاز لأوروبا “ظهرت بسبب عقوبات الدول الغربية”، لافتا إلى عدم وجود أي سبب آخر يعرقل استئناف إمدادات الغاز.
وحمل بيسكوف الاتحاد الاوروبي وكندا والمملكة المتحدة، مسؤولية الوضع الحالي المرتبط بوقف إمدادات الغاز، مشيرا إلى أن الدول الغربية أخطأت لأن عقوباتها تحول دون تأمين صيانة البنى التحتية المرتبطة بخط إمداد الغاز.
في سياق متصل أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزام بلاده بمد ألمانيا بالمزيد من الغاز، بما يمكّن برلين بدورها من مدّ فرنسا بالكهرباء.
وأوضح -خلال مؤتمر صحفي عقب اتصاله بالمستشار الألماني أولاف شولتز عبر تقنية الفيديو- أن فرنسا تعمل على استكمال توصيلات الغاز حتى تتمكن من إمداد ألمانيا به، إذا ما استدعت الظّروف التّضامن بين البلدين.
وأضاف ماكرون أنّ برلين بدورها ستضع نفسها في وضع يمكنها من إنتاج المزيد من الكهرباء ومدّ فرنسا به في حال احتاجت باريس لذلك. وشدد على تسريع مشاريع الطاقة البديلة في فرنسا وفي أوروبا، لافتا إلى أن باريس تؤيد شراء الغاز بشكل مشترك في أوروبا.
بدورها، ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أن ألمانيا ستبقي على محطتين للطاقة النووية متاحتين حتى منتصف أبريل/نيسان العام القادم مصدرا احتياطيا للطاقة خلال الشتاء، بدلا من إغلاقهما في نهاية هذا العام كما كان مقررا أصلا.
وأضافت أن هذا القرار -الذي من المنتظر أن يعلنه وزير الاقتصاد روبرت هابيك- جاء عقب نتائج اختبار للتحمل لمعرفة ما إذا كانت شبكة الكهرباء يمكنها تلبية الطلب في الشتاء إذا توقفت تدفقات الغاز الروسي أو جرى خفضها بشكل حاد.
وتوجد محطتا الطاقة النووية اللتان ستبقيان مرتبطتين بالشبكة في جنوب ألمانيا، حيث الضغوط على البنية التحتية للطاقة شديدة بشكل خاص. وسيجري إغلاق المحطة الثالثة المتبقية كما هو مخطط.
من جهته، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إنه بإمكان روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا عبر الأنابيب الأخرى لتعويض توقف خط أنابيب “نورد ستريم 1″، لكنها اختارت عكس ذلك، مشيرا إلى أن هذا السلوك دليل على أن موسكو تستخدم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا بوصفها سلاحا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة، مشيرا إلى أن الأوروبيين يعلمون أن شتاءً صعبا ينتظرهم.