زاوية مينا
كلام يتكرر “الإيراني صانع سجّاد” ما يعني صانع قطبة.. كما يعني “الصبر”، غير أن العالم اليوم يقف على قدم واحدة بانتظار “إلى أين ستؤول”:
ـ رد إيراني واسع موجع، ضربة شكلية، صمت وسحب كلام الرد؟
الإيرانيون يعلمون تمام العلم أن الرد إذا ما كان ردّاً يساوي ما تعرّض له شرفهم من جراح، سيكون الرد على الرد اكثر هولاً مما يُعتقد، فالبوارج الأمريكانية مجّهزة بكل ما يحرق الأخضر واليابس، كما يعلمون بأن حكومة نتنياهو لابد ستستهدف برنامجهم النووي بمكامنه الموزعة على أرجاء واسعة من بلادهم، فما هو سرّ على الإيرانيين لم يعد سراً على الإسرائيليين وقد اخترقت استخباراتهم غرف نوم الإيرانيين وصولاً إلى سرير ضيفهم إسماعيل هنية.
ما سبق يعني أن الرد سيعقبه ردّاً على الرد قد يقودهم إلى الخسارة الكبرى إن وقعت الحرب الكبرى دون نسيان أن إسماعيل هنية لا يعنيهم ما بعد مقتله كما لا تعنيهم حماس برمتها بعد ما آلت إليه غزة، فهم ووفق “معاريف” و “بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي المنظمة في قطاع غزة”. “يبذلون الجهود لخلق جبهة جديدة في الضفة الغربية، على حساب الجبهة التي كانت في القطاع”.
هذا اولاً، ومن ملحقات ثانياً فـ “عقب مكتشفات طريقة تصفية هنية، لم يعد لإيران دليل يربط إسرائيل بالفعلة. ظاهراً، يوجد دافع، لكنه لا يسمح بالتوجه إلى العالم وتبرير مهاجمة إيران لدولة سيادية”، فهنية وفق المكتشفات الجديدة، قتل في متفجر زرع في غرفته، لا بصاروخ إسرائيلي، ولابد أن الإيرانيين يتمنون رفع التهمة عن إسرائيل، لتهون عليهم مسألة الشرف إياها.
طهران ترى في الزمن الذي انقضى منذ حادث الاغتيال كيف أصبح الشرق الأوسط مثل مرجل: دول الخليج في حالة تأهب، الأمريكيون بعثوا بحاملات طائرات، سفن حربية، وعشرات وربما مئات الطائرات القتالية والقاذفات. إسرائيل تطلق صرخات “أمسكوا بي”، وبعد لحظة تعتزم توجيه ضربة استباقية، وعلى الأقل رد أليم، إذا ما هوجمت.
إن الأمر الأخير الذي تريده إيران اليوم ورئيسها الجديد الآن هو حرب – لا إقليمية، لا صغيرة ولا كبيرة.
ما سبق هو ما تراه “معاريف” الإسرائيلية فلإيران مهمة عليا، وهي الوصول إلى قنبلة ذرية. دخل مشروعها النووي إلى السطر الأخير. أما الحرب، حتى وإن كانت أصغر حرب، ستعرض أجزاء إن لم يكن معظم المشروع، للخطر.
ستضيف “معاريف”:”حليفا إيران، روسيا والصين، في مشاكل خاصة بهما؛ روسيا تتلقى هذه الأيام الضربات من أوكرانيا، وبعد بضعة أسابيع سيحل الخريف، ولن يتم القتال الهجومي الروسي في أوكرانيا في الأجواء الشتائية.
أما الصين فتريد تهدئة الوضع في هذه اللحظة. الانتخابات في الولايات المتحدة تؤثر على الصينيين. هم يفضلون ألا يكون الخطاب في الولايات المتحدة وبخاصة لدى الجمهوريين ومرشحهم للرئاسة ترامب، حولهم وحول السياسة الخارجية الأمريكية. حرب في الشرق الأوسط الآن قد تطلق الجني الصيني من القمقم في الولايات المتحدة”.
والحال كذلك إذن ثمة من يشتغل على إنزال الإيرانيين عن السلم. أحد السبل هو مؤتمر وقف النار والدفع قدماً لاتفاق الإطار لتحرير المخطوفين.
هذا كفيل بتبريد رياح الحرب في إيران، وكما يبدو سيخرج قليلاً من الهواء من الساحة الشمالية حيال حزب الله. هل يحصل هذا؟
نتساءل كما معاريف، أما الإجابة فـ:
ـ الأيام ستقول.