حزب العمال الكردستاني يبدأ خطوة رمزية بتسليم أسلحته في شمال العراق

مرصد مينا

بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، بتسليم أسلحتهم في مراسم جرت بمدينة السليمانية شمال العراق، في خطوة رمزية لكنها ذات دلالة مهمة تمثل بداية إنهاء تمرد استمر لعقود ضد تركيا.

وبحسب تقارير محلية فإن أولى عمليات تسليم الأسلحة تمت في كهف بمنطقة سورداش شمال غربي السليمانية، حيث قام نحو 40 مقاتلاً وقائد من الحزب بتسليم أسلحتهم خلال المراسم.

وتبقى تفاصيل المراسم محدودة، لكن مسؤولا في حزب العمال الكردستاني كان قد صرح، مطلع يوليو، أن حوالي 40 مقاتلا من الذين شاركوا في القتال في السنوات الماضية ضد القوات التركية سيقومون بتكسير أسلحتهم قبل أن يعودوا إلى الجبال.

يأتي هذا بعد إعلان زعيم الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، نهاية “الكفاح المسلح” ضد تركيا، وقرار الحزب في مايو الماضي حل نفسه رسمياً وإنهاء الصراع المسلح الذي بدأ عام 1984، والذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل.

ومن المقرر أن تُدمر الأسلحة التي سُلمت في مراسم لاحقة، تحضرها شخصيات من الاستخبارات التركية والعراقية، ومسؤولون في حكومة إقليم كردستان، إضافة إلى أعضاء من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركي، الذي لعب دوراً بارزاً في تسهيل اتفاق نزع السلاح.

ودعا كل من حزب العمال الكردستاني وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، بالإضافة إلى أوجلان، الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان إلى تلبية المطالب السياسية للأكراد، مؤكدين على ضرورة وجود ضمانات قانونية وآليات واضحة لتيسير انتقال الحزب نحو العمل السياسي الديمقراطي.

وفي مقطع فيديو نادر نشر على الإنترنت، حث أوجلان البرلمان التركي على تشكيل لجنة للإشراف على عملية نزع السلاح وإدارة مسيرة السلام.

بدوره، قال الرئيس أردوغان إن حكومته لن تسمح بأي محاولات لتعطيل عملية نزع السلاح، ووعد الشعب بـ”بشارة تاريخية سارة”.

من جهته، حذّر عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، من إطالة مدة نزع السلاح لتفادي وقوع استفزازات، مشيراً إلى ضرورة إنجاز العملية خلال بضعة أشهر.

وقال مصدر أمني عراقي إن عملية نزع السلاح “يُتوقع أن تنتهي في العام 2026، على أن يتشكل بذلك حزب سياسي جديد في ترميا”.

بينما يأمل الأكراد هناك بأن يمهد قرار الحزب الطريق أمام تسوية سياسية مع أنقرة، تفتح الباب أمام انفتاح جديد تجاه هذه الأقلية التي تُشكل نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

وفي مقطع مصور بُث الأربعاء، لكنه مؤرخ في 19 يونيو، قال أوجلان البالغ 76 عاما “في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي.. إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية”.

وأضاف الزعيم الكردي “بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة”.

Exit mobile version