“حزب الله” قبل أن يحيله الفقيه الى المعاش

يرسلون مقاتيلهم إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام، وتحت المظلة الإيرانية، بل وفي غرفة عملياتها، ويتموضعون على الحدود مع الجولان، فتكون النتيجة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بقصفهم، باعتبارهم لبنانيين، وحين يسقط لهم قتلى، يعودون إلى الكلام عن حق الرد مايجعل لبنان في حالة حرب، وهو البلد المنكوب بالديون والفقر والفساد وبهم أيضًا.

يقابل هذا تيارات وشخصيات وقوى لبنانية تشتغل على تحييد لبنان، وهؤلاء يشتغلون على تحييد البلد لمجموعة اعتبارات من بينها أن أي حرب مقبلة ستكون (زوال) البلد، ليرث حزب الله (الزوال) ويشتغل عليه، وحتى اللحظة ليس ثمة مايقول ولو بالإشارة أن حزب الله هو حزب لبناني، لا بالعقيدة ولا بالتمويل، ولا بالادارة ولا بالارادة، وبالنتيجة، فهو قوة احتلال، حتى ولو أوصلته جماهيره إلى اكثرية نيابية، والأكثرية لم تكن يومًا تساوي الشرعية، فالأكثرية أوصلت النازية الى الرايخ الألماني، ومادام الأمر كذلك فكيف لحزب أن يحل محل بلد سكانه متنوعين، بأهدافهم، وعقائدهم، ومرجعياتهم، ومتساوون فقط بالفقر والحصار ووطأة حزب يجوب بقمصانه السوداء الحواري والأزقة ويكتم أنفاس الناس، مرة بخطابات أمينه العام والتلويح بسبابته، وثانية بالسلاح، وفي كل مرة بالاغتيالات بدءًا بجورج حاوي، وصولاً إلى رفيق الحريري، مرورًا بجبران تويني وقبل هؤلاء مهدي عامل وحسين مروة، ليسجلون ومع كل مطلع شمس تهديدًا لبلد، لم يخرج من حربه الأهلية سوى لإيمانه بعبثية الحروب، وتكلفتها، وينتج شرائح واسعة من شباب يطمحون الى الفنون والآداب والابتكار العلمي ويختارون الجامعة بديلاً عن الثكنة، بمن فيهم شباب الشيعة الذين وضعهم حزب الله إما تحت السلاح أو احتياطي سلاح.

ـ ما الذي يحصل اليوم؟

مايحصل أن لبنان إما أن يذهب الى الخراب، والخراب سيكون بقطيعة المجتمع الدولي له فيما لو استمر ساحة لحزب الله، وفيما لم ينتقل من الطائفة والميليشيا إلى الدولة.

وإما أن يختار تجنيب نفسه من معارك وحروب سيكون الخاسر فيها، حتى ولو ظن حسن نصر الله أن النصر الإلهي على عتبته.

ما الذي ستحمله الايام المقبلة؟

ـ الواضح من خطاب حزب الله مايلي:

ـ المزيد من العنجهية، والمزيد من التعالي على بقية اللبنانيين بكل طوائفهم واتجاهاتهم ومراميهم، وليس اذعانه للفرنسيين سوى اذعان مؤقت سيفتضح حال أن تتوفر له الحجة لفتح الجبهة على اسرائيل، وهي جبهة بالقطع لاتعني الوصول الى القدس، بقدر ماتعني المزيد من الهيمنة على لبنان الخراب.

ـ تلك مشيئة الولي الفقيه.

ـ ليس في الافق مايشير أن هذا الحزب معني بمصائر الناس وأرواح الناس ومصير البلاد.

حزب الله ليس غاية.. حزب الله وظيفة، تنتهي حين يحيله الولي لفقيه إلى المعاش

Exit mobile version