مرصد مينا
إذا لم يكن القتل بالاغتيال فثمة طريق آخر، إنه القتل بالتكفير والإبعاد، هو ذا حال “حزب الله” وقد أمسك بأعناق شيعة لبنان، فإن لم يكن بالسلاح فبالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وهو الاكليروس الذي يرسم الحلال والحرام، ويخيّم بثقله على من يخرج عن طاعة رجل الولي الفقيه.
هذا ما يحدث اليوم، ومن قبل، أما عن اليوم فثمة حدث لابد وهزّ البيئة الشيعية، دون أن تخرج هزّاته سوى إلى بعض من مواقع الإعلام، أما الحدث فهو إعلان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى – هيئة التبليغ الديني بنزع عمامة مجموعة من رجال الدين الشيعي ربما يتقدمهم الشيخ ياسر العودة مع حزمة من الشيوخ الآخرين وقد بلغ عددهم خمس عشرة شيخاً بحجة أنهم غير مؤهلين للقيام بالإرشاد والتوجيه الديني والتصدي لسائر الشؤون الدينية والأحوال الشخصية المتعلقة بأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، إما للإنحراف العقائدي أو للإنحراف السلوكي أو للجهل بالمعارف الدينية وادعاء الانتماء للحوزة العلمية.
بناء على هذا القرار اعتبر هؤلاء ” غير مؤهلين لارتداء الزي الديني وإنذارهم بخلعه تحت طائلة اعتبارهم منتحلي صفة رجل دين وإجراء المقتضى القانوني بحقهم”.
تلك هي الحجج التي أوردها “المجلس” بحقهم، أما حقيقة الامر فهي أن ثمة من هؤلاء، وتحديداً الشيخ ياسر العودة، بات يمثل شكلاً من أشكال الخروج السياسي على سطوة “حزب الله”، وذلك عبر برامج تلفزيونية وتسجيلات طالما انتشرت على موقع يوتيوب، وفيها استنكار واسع لشراكة حزب الله بالفساد، أو تغطيته على الفاسدين مضافاً لمجموع آراء كان الشيخ العودة قد بثها على موقعه ومنها ما يتصل بحقوق المرأة والتعديات الفظيعة التي ترتكبها مراجع دينية، ومن بينها حق حضانة اطفالها وسواها من الحقوق التي أمعنت المؤسسة الدينية بانتهاكها.
مايحدث في المؤسسة الشيعية اللبنانية الأم، ليس سوى رأس جبل الجليد، أما في قاعه فثمة تململ شيعي واسع يتخطى حدود الشيعة وصولاً إلى التعبير الاكثر صراحة عما يريده اللبنانيون، ومن بينه حكاية السلاح، واستقواء حزب الله على اللبنانيين بسلاحه ، ومن ثم تعطيل الدولة لحساب الدويلة وتعطيل القضاء لحساب أقدار حزب الله، وهي الأقدار المستمدة “من الله” وفق منطق حسن نصر الله وسدنة هيكله.
تطور جديد في مقصلة حزب الله وقد انتقل من إعدام خصومه بكواتم الصوت والرصاص، إلى الإعدام المعنوي بـ:
ـ نزع العمامة.
بالامس اشتغل على نزع الجماجم، واليوم على “نزع العمامة”.
في حوار مع الشيخ ياسر العودة قال:
ـ لهم نزع عمامتي، ولكن رأسي مازال بين كتفي.