نبيل الملحم
لنتفق أن العالم يسير نحو الهاوية، لا، بل لنقل إلى التحولات الهائلة، والحرب الروسية الأوكرانية ليست سوى العتبة التي سيقفز اليها العالم الجديد.
هو الامر كذلك وعلى إيقاعات ما ستنتجه هذه الحرب ستحدث التحولات الكبرى، فـ :
إما عالمًا جديدًا متعدد الأقطاب متنافس على القوة والثروة، وإما الأحادية التي لن تأتي سوى بالحديد والنار.
ولهذا معنى واحد هو أن يدخل عالمنا الحرب العالمية الثالثة لتكون الحرب الرابعة بالحجارة والمقلاع وفق رؤية آلبرت آينشتاين الذي يعرف أن حرًبا نووية تعني دمار كل شيء والعودة الى الكهف، هذا إن بقي كهف.
هذا على مستوى العالم، ولو ضيقنا الدائرة قليلاً وتتبعنا وقائع مايحدث عربيًا فثمة (عربيات) لاتحصى:
دول الخليج وعلى رأسها العربية السعودية تعاند الولايات المتحدة طامحة للاستقلال عن المركز، وكذا دولة الإمارات والدليل العلاقة التي تنمو مابين أبو ظبي وموسكو وزيارة محمد ابن زايد الى موسكو تحكي بعض من الحكاية.
ـ العراق، لن تختار التبعية لإيران فهاهم شيعة العراق يعودون إلى “النجف” بعد أن كان ولاءهم لـ “قم”، ولا أحد يستهين بإسقاط صور قاسم سليماني من شوارع بغداد.
ـ سوريا في مخاضها الطويل، فلا هي أنتجت المزرعة ولا هي أبقت على الدولة، وإذا لم تزدد تقسيمًا فلاشك بأنها ستقبل واقع حال يتقاسمة الدكتاتور وعصابته مع “زعران” التاريخ من إسلاميين وقطاع طرق وتجار شنطة جثث.
ـ اما لبنان فهي المجتمع الذي يبحث عن دولة، فإذا بقي مجتمعًا بلا دولة سيحال الى الزواريب والشوارع وسيادة الطائفة، ليعدد دكتاتورياته دون انتاج دولة الدكتاتور.
وحين نذهب الى المغاربة فلكل مزاجه وتاريخه وثقافته، وشكل حكمه، كل مايجمع هو مصطلح “المغاربة”، ما يعني الجغرافية لا التاريخ، والأمم بلا تاريخ نصف أمم، وبلا جغرافية هي كازينو.
ما الذي سيتبقى من الصورة؟
سيتبقى عالم سيتغير.
كيف؟ ليس مهمًا ، المهم أن يتغير، أما كيف ولماذا ونحو أي هدف؟
أسئلة سخيفة لاتُسأل والبشرية في الحفرة.
حفرة استبداد القوة والمال، بالتآخي مع استبداد الأنظمة.
البشرية ستواجه الصدمة الكبرى.
ـ حسنًا فليكن.
فليحدث هذا، مامن غرق لغارق.