حسن نصر الله، حاصبيا ليست “حزب الله  land”

أنت تقرر الحرب، وتقرر السلام.. تقرر الوزارة وتقرر تعطيلها.. تقرر البرلمان وتقرر متى يفتح بواباته ومتى يغلق، وتقرر حجم الرغيف ومفاعلات الكبتاغون وأسعار السوق، وعلى اللبنانيين كل اللبنانيين الخضوع لمشيئتك، وللكل أسماء سواك:

ـ السيد.

وقد احتميت بالعمامة، واشتغلت عند الإيراني، فنبت عنه بإشعال حرب، هي “النصر الإلهي” الذي عنى في تموز 2006  تدمير نصف لبنان، وتقصير ما تبقى من عمره، والضحايا من الجميع، سني، شيعي، مسيحي، درزي، ووحدك الناجي  من الغرامة فالحرس الثوري يموّل ويسلّح ويدرب.

واليوم؟

حاصبيا ليست حزب الله land والتسلل عبرها إلى اطلاق الصواريخ الهزيلة على إسرائيل إن كان، فيكون بإرادة أهلها، ناسها، سكانها، وليس باستفرادك بقرار الحرب واستثمار أرضهم لتكون ساحة للموت، والجماعة حين يجد الجد لهم من التراث الحربي ما يكفي لحماية (شواربهم) من قطافك لا كما حال حزام البؤس الشيعي وقد قطفت لحاهم بعد تصفيات واغتيالات لم ترحم علمائهم بدءًا من مهدي عامل وصولاً لحسين مروة، ولا احد يعلم على وجه الدقة إن كان أنت من قام بتصفية حلفائه من حزبه، فكواتم الصوت كاتمة للصورة.

إعلان الحرب والسلم يعني توافق الناس كل الناس، فالغرامة على الناس كل الناس، وحطام الحرب يطال الناس كل الناس، ووحدك الناجي وقد اخترعت ما يكفي من الأنفاق، فيما البوارج الايرانية جاهزة لتقلك حيث الأمان وحين تشاء.

ماحدث في حاصبيا، ليس خطأ فرد كما يدعي محاسيب وأزلام نصر الله من دروز تابعين لا لخلواتهم في البياضة، بل لحسينيتك في الضاحية، ومن بينهم بالغ الوقاحة وئاب وهاب، ماحدث في حاصبيا هو قرار ناس لايقبلون أن تكون بلدتهم ساحة لحربك أنت، تعلنها متى تشاء وتطفئها متى تشاء ولحساب المرشد الأعلى في طهران.

ماحدث في حاصبيا أخطر من أن يكون حدثًا عابرًا أو مزاحًا من كوميديا صبيان.. إنه إرادة الناس الذين لم يتوجونك ملكًا مقاومًا ولا سيداً مبجلاً ولا صاحب نصر إلهي.

وبالنتيجة، إلى أين سيأخذ حزب الله لبنان؟

أخذه الى النيترات وانفجار المرفأ، وأخذه إلى سلسلة من الاغتيالات لم تستثن طائفة لبنانية واحدة.

أخذه إلى تغييب الدولة حتى باتت الدولة ميليشيات تترصد ميليشيات.

أخذه الى العتمة في الكهرباء والى الشح في الدواء والى مدرسة انتقلت من ارفع المدارس والجامعات الى الأمية والجهل والتسول لمانح لايمنح.

واخذه إلى جيش يجوع.. جيش بلا سلاح يأكل من لحمه، ويموت في حروب الأزقة والعصابات.

حسن نصر الله، لو خيّر اللبناني اليوم، ما بينك وبين إسرائيل لاختار إسرائيل.

لاعمالة، بل بحثًا عن الاقل توحشًا وبشاعة وقسوة وعنفًا وكان عليك أن تتذكر:

ـ وحدهم جماعتك من (رش) على الإسرائيلي في اجتياح 1982 الورد والأرز على المحتل.

أهالي حاصبيا لم يفعلوها.

ولا أهالي معراب.

ولا سكّان جبل لبنان.

حسن نصر الله أخرج من لبنان إلى “نصرك الإلهي”.

يكفي اللبناني موتًا تقرره أنت.. تصيغ توقيته أنت، ووحدك الناجي منه.

Exit mobile version