البرتقالة وسرتها.. لانعلم إلى أيّ مدى يصح وصف علاقة تنظيم “داعش” بملالي إيران، فالمعلومات القادمة من بغداد ستؤكد بما لايقبل الشك أن فيلق القدس الإيراني نقل وبالتنسيق مع مليشيات حزب الله اللبنانية ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران المئات من مسلحي تنظيم داعش من سوريا إلى العراق وزودهم بالأسلحة والذخائر ضمن مخطط إيراني لإعادة الحياة للتنظيم الإرهابي.
ماقاله وزير الخارجية الأمريكي من أن داعش ذراع من أذرع حرس الثورة الإيراني، لايقبل الشك ولا يجوز أن يقبل الشك، فهاهي محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى ومنذ الأول من مارس/ آذار العام الفائت وحتى الآن وهي تشهد ازديادا ملحوظا في عدد الهجمات المسلحة التي يشنها مسلحو داعش، خصوصا في المناطق الواقعة في أطراف هذه المحافظات.
الهجمات تنوعت وبحسب مصادر أمنية عراقية تراوحت بين تفجير عبوات ناسفة وشن حرب عصابات وعمليات قنص وقصف بقذائف الهاون، وبين نصب كمائن واختطاف جنود وشرطة ومدنيين عراقيين.
مسؤول في قيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع العراقية، ينقل معلومات تفيد بأن “نقل فيلق القدس الإيراني ومليشيات حزب الله بالتنسيق والتعاون مع مليشيات الحشد الشعبي خصوصا مليشيات كتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وبدر منذ نهاية مارس الماضي وخلال الأسابيع الماضية المئات من مسلحي داعش من الأراضي السورية إلى العراق ليلا تحت رقابة أمنية مشددة”.
لم يكتف المسؤول العراقي بهذا فقد أضاف أن: “نشر مسلحو داعش بعد إدخالهم الأراضي العراقية في جزيرة البعاج وأطراف سنجار وتلعفر شمال وغرب الموصل، أما المجاميع الأخرى فتمركزت في صحراء الأنبار، فيما نقلت مليشيات كتائب حزب الله العراق قسما آخر منهم إلى محافظة ديالى وأطراف كركوك ومحافظة صلاح الدين، وزودتهم بكل أنواع الأسلحة التي سيحتاجونها لتنفيذ عمليات إرهابية في العراق”، مؤكدا أن التنظيم استخدم خلال عملياته مؤخرا في كركوك أسلحة وذخائر إيرانية الصنع.
في المعلومات المضافة، تنتشر إلى جانب القوات الأمنية العراقية في هذه المناطق قطعات كبيرة من مليشيات الحشد الشعبي التي تمتلك أسلحة ثقيلة وصواريخ حصلت عليها من الحرس الثوري الإيراني، لكنها وبحسب ضباط الجيش العراقي لا تتحرك لمواجهة تنظيم داعش ولا تفسح المجال للجيش والشرطة للتموضع على الحدود والمناطق الاستراتيجية.
مصادر غير حكومية تؤكد ماتؤكده المصادر الحكومية وما يؤكده شهود العيان، فهاهو السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي، يؤكد في تسريبات إعلامية بأن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله سبق ورتب نقل مسلحي داعش من مناطق في سوريا إلى قرب الحدود العراقية، واليوم تكررت هذه الحالة.
يضيف الآلوسي “لعل تكرار عملية نقل مسلحي داعش يعود لإشراف نصرالله ومليشياته على جزء من الملف العراقي في محاولة من طهران لملء الفراغ الذي تسبب به مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة مليشيات الحشد أبو مهدي المهندس”.
بات من المؤكد أن طهران تسعى إلى إعادة الروح لداعش كمبرر لتمددها على حساب العراق وربط بيروت ودمشق وبغداد بسلسلة التبعية للولي الفقيه وحرسه الثوري، وهي أيضا من ضمن محاولات إسماعيل قآني قائد فيلق القدس لتجميع قيادات المليشيات المتصارعة التي جزء كبير من التزامها سابقا كان يعود لتوفر الأموال ولقوة البطش التي تتمثل بسليماني والمهندس”.
“داعش” تمكن خلال الأشهر الماضية من رص صفوفه وقد ازدادت أعداده مؤخرا بعد انضمام مسلحين جدد قادمين من سوريا إليه، فضلا عن اعتماده على عدد من المسلحين العراقيين المحليين لتنفيذ هجمات يومية في مناطق مختلفة من محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى، وهاهو “داعش” ينفذ خلال شهر مارس الماضي أكثر من 41 عملية مسلحة في العراق، أما في شهر أبريل/نيسان فبلغ عدد العمليات التي نفذها التنظيم أكثر من 63 عملية مسلحة”.
عمليات بأسلحة ايرانية الصنع، فالتنظيم استخدم مدفع هاون من طراز (رازم) ويبلغ مداه 16 كيلومترا إيراني الصنع لقصف منطقة طوزخورماتو جنوب كركوك ومدفع رازم من إنتاج مؤسسة الصناعات الدفاعية الإيرانية عام 2010 وظهر كخط إنتاج عام 2012 واستخدم معه قنابره أيضا.
استخدام التنظيم لأسلحة وذخائر إيرانية دليلا واضحا على الدور الإيراني في إعادة إحياء داعش في العراق، فالأسلحة الإيرانية إضافة إلى المؤشرات التي تشير إلى دخول أكثر من 500 مسلح من مسلحي داعش إلى العراق وهم من المسلحين الهاربين من سجون قوات سوريا الديمقراطية الذين اختفوا بعد هروبهم بداية الشهر الحالي بين ليلة وضحاها في سوريا، جميعها أدلة تشير إلى دور وتواطؤ إيراني كبير فيما يحدث، وهي ضمن مخطط طهران ومليشياتها لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
بعد كل هذه المعلومات وقد باتت معلومات لايرقى إليها الشك، هل لحسن نصر الله أن يخاطب الشعب اللبناني بالقول:
ـ كان دخولنا إلى سوريا بمثابة حرب استباقية مع داعش؟
لا.. يفضل أن يقول:
ـ نحارب نحن و “(الشقيقة) داعش.