اشتغل نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائلي على أن تكون زيارته لموسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين سريّة إلى درجة أنه ذهب الى مطار اللد بـ “تاكسي”، واستقل من المطار طائرة صغيرة تعود ملكيتها للموساد الإسرائيلي عوضًا عن الطائرة الرئاسية، ، ولكن الزيارة انكشفت، فالرجل التقى الرئيس الروسي، اكثر من ذلك لمدة ثلاث ساعات في وقت للدقيقة الواحدة قيمتها عند الرئيس الروسي الذي يتابع العمليات العسكرية في الزمن الأشد صعوبة عليه وعلى جيشه وعلى مكانة وموقع بلاده.
الزيارة “السرية”، لم تعد سريّة أبدًا، فبالاضافة للقائه بوتين، هاتف الرئيس الاوكراني أكثر من مرة ومن موسكو، وعرّج في طريقه على برلين ليتلقي مستشارها قادمًا من موسكو، وأطلق على نفسه عبر هذه الرحلة صفة “الوسيط”، فكان باالإضافة للرئيس الفرنسي ماكرون، الرئيس الوحيد الذي اشتغل على خط الوساطة في هذه المحرقة التي تسمى “الحرب الروسية الاوكرانية”.
لم يحقق بينيت ما يمكن تسميته بـ “المساعي الناجحة”، بدليل التغريدة التي أطلقها زيلينسكي وقد جاء فيها “إن الصديق وقت الضيق وإن علاقات أوكرانيا وإسرائيل طيبة جدا لكنني لا أرى نفتالي بينيت يلف نفسه بالعلم الأوكراني”. وهي تغريدة يفهم منها أن زيلينسكي يطلب من بينيت أن يكون في الخنادق الاوكرانية يقاتل إلى جانب القوات الأوكرانية، أقله بصفته يهودي.
ولم يحقق بينيت إنجازًا يمكن أن يلفت من زيارته بدليل اعترافه الضمني كذلك عبر تغريدة قال فيها :” ليس أجمل من أن تكون في البيت.. ليس أجمل من أن تكون في إسرائيل. أسبوع طيب”.
إذن ما الذي دعاه لكل هذا الجهد وكل هذه الجولة وكل ذاك الوقت؟
لقد كانت جولة واسعة حازت على مباركة الرئيس الامريكي، ولم يكن نفتالي بينيت وحيدًا فيها، فلقد حمل معه وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين وساعد بالترجمة الفورية بين بينيت وبوتين.
الزيارة السرية، لم يعد فيها ما يمكن اعتباره سرًا، فلقد تركزت مباحثاته مع الرئيس الروسي على:
ـ الحاجة بوقف للنار، وحتمًا ليس هذا بيت القصيد من الزيارة.
ـالسماح ليهود روسيا بالهجرة. وهذا شطر من بيت القصيد.
ولكن بيت القصيد إن لم نقل القصيدة بكاملها فقد تركزت على أمرين:
أولاً، رفض إسرائيل لاتفاق فيينا الجديد الذي قد يرى النور قريبًا، ورغبة إسرائيل باستمرار التنسيق مع روسيا في الأراضي السورية، وفي المقابل طلب الرئيس الروسي بأن تمتنع إسرائيل عن تزويد أوكرانيا بالعتاد العسكري.
في المعلومات الإسرئيلية تحدث بوتين وبينيت حول الوضع في سوريا وطلب الأخير استمرار التفاهم واستمرار حرية الحركة للطيران الإسرائيلي لمنح مساعي إيران من التموضع في الأراضي السورية، مقابل أن لاتمد إسرائيل أوكرانيا بالسلاح، وحصل على ما أراد.
إنها الزيارة التي يمكن وصفها بالصفقة الناجحة:
ـ إسرائيل لاتمد اوكرانيا بالسلاح، مقابل إطلاق يد إسرائيل في سوريا.
وبعد:
ـ ستكون السماء السورية ملعبًا للطيران الإسرائيلي، ومعها ستعيد دمشق وعلى لسان وزير خارجيتها.. ستعيد موّالها المعتاد:
ـ سنحتفظ بحق الرد.