fbpx

حصري "مينا" ما حقيقة الإقامة الجبرية التي يعيشها "مخلوف"

“رامي مخلوف” شريك العُشر، عبارة متعارف عليها بين التجار السوريين الكبار، وتتناقلها ألسن الصغار منهم.

يُشاع بين عامة السوريين، فكاهة يدرك الجميع بأنها تشير سراً إلى رامي مخلوف “الوجه الاقتصادي لبشار وماهر الأسد” وتقول الفكاهة السورية بلهجتها الشعبية “عندي محل بدرعا والتاني بحلب مو ناقصني غير افتحهن على بعض”، ما يعني أن الاقتصاد السوري من جنوبه إلى شماله بيد رامي مخلوف.

لكن الحقائق التي لا يعرفها السوريون خصوصاً، والعالم عموماً، هو أن رأس الهرم في سلطة آل الأسد تاجر متمرس يتاجر بالخفاء، بينما يظن الجميع أنه سياسي أهبل أو عسكري مستبد، لا يدرك ما يجري حوله.

والحديث بالطبع عن رأس الهرم في سلطة آل الأسد يعني الأخوان بشار وماهر.

لكن ما الذي يخطط له الأخوان بالنسبة لوجههما الاقتصادي، هل سيبقيان بلا وجه؟ أم قررا استبداله، كما يجري عادة؟

الوقائع تقول، رامي مخلوف، رقم صعب لا يمكن التخلي عنه، فهو كاتم أسرار القصر الجمهوري، ومسيّر الصفقات الاقتصادية الضامنة لاستمرار الحكم المستبد، ولما بعد الحكم المستبد بحال صدر قرار دولي بإنهاء مهمة الأسد في إدارة سوريا، وحماية أمن إسرائيل.

نحاول في هذا التقرير توضيح ما يجري بين الأخوين وابن خالهما، وذلك استناداً لمعلومات وتسريبات خاصة حصل عليها مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي “مينا” من دائرة صنع القرار في سورية.

فعبر مصادرنا الخاصة تأكدنا من أن رامي مخلوف، ما هو إلا موظف عند ماهر وبشار الأسد، لا يزال يمكث رامي في قصره و يمارس أعماله و نشاطاته بصورة اعتيادية، و لا حقيقة لاعتقاله أو احتجازه تحت إقامة جبرية، كما اشيع مؤخراً.

لكن كيف؟ وما الذي حصل؟

تناقلت وسائل إعلام إقليمية، ودولية، مؤخراً أخبار تفيد بأن زعيم النظام السوري بشار اعتقل ابن خاله، رجل الأعمال المعروف “رامي مخلوف” – الملياردير السوري – مع شقيقيه إياد و إيهاب، وضعهم تحت الحراسة المشددة، كما تم حل جميع المليشيات المسلحة التابعة لهم، بعد أن حُجز على أموالهم.

يدير رامي مخلوف ابن محمد خال بشار الأسد، مئات الاستثمارات والأموال التي تعود ملكيتها الحقيقية للأخوين بشار وماهر، وفق عقود سريّة، تؤكد ملكيتها للأخوين الأسد، بينما يكون رامي مخلوف في الواجهة ما يعني حقيقةً؛ أن رامي ليس ملياردير كما يشاع عنه، وإنما لديه بعض الاستثمارات، وباقي الأموال والشركات ومئات الأستثمارات الأخرى داخل وخارج سوريا تعود ملكيتها للأخوين ماهر الأسد وبشار الأسد.

لكن مصادر خاصة أكدت لمرصد “مينا” أن تهديد ماهر الأسد لرامي مخلوف لم يكن تهديد حقيقي، ذلك لأن ماهر وبشار الأسد غير قادرين عن الإستغناء عن ابن خالهم واجهتهم الاقتصادية، بشكل حقيقي.

فهو الذي ما زال يدير استثماراتهم، وأموالهم في البنوك العالمية والأوروبية، والذي يقدم لهم خدمات لا يمكن لأي شخص آخر أن يقدمها، فهو رجلهم الموثوق والأمين، وكاتم أسرارهم.

مع انطلاقة الثورة السورية، و بأمر مباشر من ماهر وبشار الأسد، دعم رامي مخلوف، مجموعات شبابية من أبناء الطائفة العلوية بالمال والسلاح، ضمن مليشيات تعرف في الساحل السوري خصوصاً باسم الشبيحة، كما شكل عدة ميليشيات محلية من أبناء المنطقة الساحلية، و استثمر هذه الميليشيات في الدفاع عن مناطق العلويين وعن المؤسسات والشركات و الإستثمارات التابعة له، في مختلف المناطق السورية.

وأكدت مصادر مرصد شمال إفريقيا والشرق الأوسط أن مخلوف، حول جمعية البستان الخيرية – التي أسسها قبل الثورة – إلى غرفة عمليات تقوم بتمويل تلك الميليشيات والإشراف عليها، تحت غطاء إنساني.

وبسبب توسع أعمال العنف لشبيحة رامي داخل سوريا، القيود الاقتصادية والعقوبات التي شملت أفراداً من النظام السوري، منهم رامي مخلوف، فقد قرر مخلوف ألاّ يكون “عبئً” على النظام السوري.

ففي تاريخ السادس عشر من شهر حزيران عام 2011، بعد اندلاع الثورة السورية، بأسابيع قليلة، عندما قرر رامي مخلوف التخلي عن جميع أعماله التجارية، ثم التفرغ لما وصفه بالعمل الخيري.

وقال مخلوف، في بيان “انسحابه” من النشاط الاقتصادي عام 2011، إنه لن يسمح لنفسه أن يكون “عبئاً على سوريا، ولا على شعبها ورئيسها بعد اليوم” بسبب ورود اسمه بكثافة، في هتافات المتظاهرين السلميين، بصفته أكبر رمز للفساد في البلاد، وأنه من الأسباب الرئيسة للثورة على النظام، لكن الأمر برمته وحتى اليوم ما هو إلا مسرحيّة فقط.

فلتان أمني وقصف بالسلاح الثقيل

وقالت مصادر مرصد “مينا”؛ أنه مؤخراً وبسبب الفوضى الناتجة عن الوضع الحرج في محافظة اللاذقية معقل مناصري آل الأسد، ممن باتوا يتقاسمون الساحل السوري كما أنه مزارع خاصة لهم، ولا سلطة للدولة فيها، جرت عدة صدامات بين أشخاص من آل الأسد ومسؤولي النظام في اللاذقية، كان نتيجتها قتل ضابط علوي برتبة عقيد على يد “سليمان ابن هلال الأسد” من ثم تطور الامر حتى قُصف مدينة اللاذقية بالأسلحة الثقيلة من قبل ميليشيات تابعة لآل الأسد، التي أصبحت تعرف بتجارة المخدرات، والسلاح.

فقد أكدت مصادرنا انتشار ميليشيات مسلحة تمارس تهريب المخدرات، ولسلاح، والسيارات بين سوريا ولبنان، و تعتدي على كبار المسؤولين في الدولة، و تحتجز ضباط أمن وشرطة، و غيرها من المخالفات المهينة للدولة السورية، ولا يوجد أحد قادر على الوقوف بوجه مليشيا عائلة الأسد التي أصبحت عملياً “مافيا”.

الروس يصدرون الحكم

نتيجة الفلتان الأمني في المحافظة المحسوبة على النظام السوري، تقدم الأهالي بشكوى رسمية للضباط الروس، المسيطرين فعلياً على مفاصل الدولة السورية.

وقالت مصادرنا الخاصة من محافظة اللاذقية؛ بأنه في الأسبوع الماضي- الأسبوع الأخير من شهر آب الفائت- اجتمع زعماء يمثلون الطائفة العلوية مع ضباط روس في قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية، وتمكن الطرفان من حصر الفوضى في 6 أشخاص، هم رؤس مليشيا آل الأسد في اللاذقية، وهم أبناء أعمام بشار وماهر الأسد، لكن المصدر لم يسم لنا هذه الشخصيات.

وأجبر الأخوان الغير قادران على مواجهة القرارات الروسية، على التنفيذ، على أن كلاهما لا يجرؤ على الدخول إلى القرداحة مسقط رأسيهما، بسبب ثارات عائلية.

وقال مصدرنا أنه وبتكليف من بشار الأسد اجتمع شقيقه ماهر الأسد مع مجموعة من من وجهاء الطائفة وكبار أبناء عمهم، وتبيّن لهم أن سبب الخلاف هو المنافسة والصراع المتكرر بين ميليشيات آل الأسد وميليشيات جمعية البستان التي يقودها رامي مخلوف، وتوصلوا إلى اتفاق يقضي بأن تعود لهم الساحة كما كانت في السابق -حيث لا مشاكل و لا تصادم مع الأمن والدولة- مقابل أن يتم طرد الميليشيات المنافسة لهم.

وبالعودة إلى تشعبات مليشيات الساحل السوري، وتبعية كل منها، تبين لفريق العمل أن أصل المشكلة بين ميليشيات الأسد وميليشيات مخلوف هو؛تعاون ميليشيات مخلوف مع مجلس مدينة اللاذقية -في مسألة استثمارات وخدمات للمدينة-،كما توصل الفريق إلى أن مجلس مدينة اللاذقية ما هم إلا رجال رامي مخلوف وعملاؤه في حقيقة الأمر، لكن الأمر الأكثر مفجأة هو تحول الحزب السوري القومي الإجتماعي في مدينة اللاذقية إلى ميليشيا أمنية وعسكرية يديرها رامي مخلوف شخصياً.

مجريات الأسبوع الأخير في قصر المهاجرين

وقالت مصادرنا الخاصة؛ أنه وفي يوم 28.08.2019 أبلغ بشار الأسد -أبن خاله- رامي مخلوف بضرورة حل الميليشيات التابعة له، بحجة عودة الأمن والأستقرار للوطن، وأن هذه الميليشيات لم يعد لها حاجة، حيث أصدر بشار الأسد تعليماته إلى قادة الأجهزة الأمنية، و بناءاً عليه حلت هذه الميليشيات وأغلقت المكاتب التابعة لجمعية البستان.

كما أصدر بشار الأسد في اليوم التالي أي في 29.08.2019 مرسوماً رئاسياً بحل مجلس مدينة اللاذقية- كونه أحد أذرع مليشيا رامي مخلوف في اللاذقية” إضافةً لتعليمات أخرى تقضي بسحب تراخيص حمل السلاح لبعض الميليشات، والمقصود هنا ميليشيات رامي مخلوف بالتحديد، وميليشيات الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وأوضحت مصادرنا من الساحل السوري أن بعضاً من عناصر الميليشيات التزم بالتعليمات، و حاول الأنضمام لمليشيات آل الأسد المسيطرة على الوضع، أما البعض الآخر رفض وبقي مصراً على البقاء والعمل مع آل مخلوف، الأمر الذي دفع ماهر الأسد بتهديد رامي مخلوف بالاعتقال في حال لم تحل جمعية البستان والميليشيات التابعة لها.

وبناءً على ما دار بين رجل العسكرة ماهر، ورجل المال رامي، أصدر ماهر الأسد تعليماته بانسحاب كافة عناصر الحماية والمرافقة التابعين لرامي مخلوف والذين يتجاوز عددهم حوالي 1000 عنصر، و الموزعين على كافة القصور التابعة له في مدينة دمشق وريفها،- نصف هؤلاء العناصر هم من ملاك الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد- وأبقى على العشرات فقط في مكان إقامته الدائمة في قصر يعفور، وتحت هذا الضغط , أبلغ رامي مخلوف أشقاءه”إياد وإيهاب” وأبناء عمومته بوقف الدعم لتلك الميليشيات وحلها، خوفاً من حدوث مشكلة مع ماهر.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى