حماس، حزب الله.. ذهنية الكهوف

زاوية مينا

بالتزامن مع مساعي “حلّ الدولتين”، وترتيب الوضع في غزة أطلقت “حماس” ما اصطلحت عليه “طوفان الأقصى”، فلم “تحلّ الدولتين” دون أن تنال الأقصى ودون أن تبق على غزة.

وبالتزامن اللاحق، وقف العالم بحركاته الشبابية، وجامعاته، وطالبي الحريات فيه، إلى جانب الغزاويين ضحايا اللاهوت الإسرائيلي وحماس بآن، فأطلق حزب الله صواريخه، فارتد العالم إلى اليمين الإسرائيلي وقد فتح له حزب الله مع إيران والحوثي الطريق إلى بكائيات “الدولة واحة الديمقراطية المحاطة بالأعداء” و “القابلة للعودة إلى محارق النازية”، فكان التخلي التدريجي عن الغزاويين، دون أن يرفع حزب الله الحصار عنهم، ودون أن يتقدم خطوة واحدة باتجاه الثكنة الإسرائيلية.

الكلام في “المؤامرة” يبدو وارداً وإن كان التاريخ يُدار بالخطط وحجم القوّة لا بالمؤامرة، لكن ما حدث يفعل فعل المؤامرة وإن لم يكن في الصناديق المغلقة.

لاحقاً، وعدتنا إيران مع حزب الله والحوثي بالثأر لاسماعيل هنية وفؤاد شكر من الإسرائيليين، ومن ثم وقف العالم على قدم واحدة بانتظار الرد المزلزل، فلا أقعدوه ولا زلزلوه، وحسم اليمين الإسرائيلي أمره القاضي باجتثاث حماس كل حماس مسبوقاً باستعادة أسراه من يد حماس التي أعلنت قتل “اسير من أسراها” فبات العالم، معظم العالم يستعيد حقوق الأسرى، وبكل الإدانات لحماس، فربحت إسرائيل الحرب التي أوشكت أن تخسرها في بداياتها.

وهكذا هدية وراء هدية يقدمها “المحور” لإسرائيل وللأساطيل الممتدة عبر المتوسط حماية لإسرائيل أولاً وأخيراً، وهكذا كانت الهدايا الثمينة التي لابد من وضعها في سياقين، أحدهما صحيح


ـ إما أنها هدايا مقصودة لبنيامين نتنياهو، وهذا يشي بـ “مؤامرة”.
وإما قلة عقل وقلة إدراك، وخيبة في التخطيط لمواجهة عدو أحالوه إلى رحمة ما بعد صعودهما ونعني “حماس/حزب الله”.

نستبعد فكرة المؤامرة، ذلك أن ما فعلاه “حماس/حزب الله” سيقود إلى محوهما من الخارطة، فحزب الله اليوم، ومن يتجوّل في بيئته الحاملة، يدرك سقوط هذا الحزب، إن لم يكن اليوم فلابد غداً، وحين نصل لحال حماس، فالمؤكد من المشكوك فيه، أن حماس لن تبقى، لا كفكرة ولا كإدارة وقد تسببت بما تسببت به من كوارث على أهل غزة.

إذن فالمرجّح أن “المحور” قليل عقل وإن كان فصيح اللغة، وهكذا حاله مع خطابات حسن نصر الله التي ينزلق فيها إلى خيارات فضفاضة، ثم يتسوّل من سينزله عن الشجرة.

هي ليست مؤامرة، هي ذهنية “الفزعة” تلك التي امتدت بالحركات الإسلامية إلى إعادتهم إلى عقلية الكهوف.

Exit mobile version