
زاوية مينا
لا الموساد كان يجهل ولا اشاباك بالاستعدادات لـ “طوفان الأقصى” فالمعلومات الإسرائيلية المكشوف عنها تقول “كنا نعلم” وادخلوها.
فدخلت.
والنتيجة أحيلت غزة إلى خرابة على الطريق نحو الإستيلاء على أرضها وترحيل السكّان، وهاهو دونالد ترامب يتراجع عن الشراء، ويستعجل الاستيلاء، وليس بعيداً ذاك اليوم الذي يردم فيه شاطئ غزة ببقايا العمارات الخربة باتجاه شواطئ إسرائيلية لامكان فيها للغزاويين الذين سيرحلون إلى سيناء أو شرق الأردن، ومن تبقّى فقد تتولى كندا استقبالهم وبلا شك سيكونون من الخبرات العلمية العالية، والأدمغة الوازنة، فيما ستنتهي القضية الفلسطينية لتتحوّل إلى قضية منسية، مجمل حضورها سيكون في مفتاح يعلّق في رقبة غزاوي لن يكون لبيته بوابة ليكون للبوابة مفتاح.
تلك هي استراتيجية “حماس” العبقرية التي ابتدأت مع أحمد ياسين بتفكيك منظمة التحرير الفلسطينية، وانتهت إلى عزل سلطة رام الله بما جعلها مشلولة الفعل والحضور، هذا عداك عن ممارسات حماس وقد حوّلت غزة إلى زنزانة، ومن بعد الزنزانة إلى أنقاض، وهو حال حزب الله، شقيق حماس في السرديات الحماسية، لينتهي جنوب لبنان إلى خرابة، فيما بات إعادة إعماره ضرباً من المستحيل، وكليهما “حماس وحزب الله” اشتغلا وكلاء لطهران التي تعرف مصالحها جيداً، والتي تفضّل البازار على العقائد، فتستعيد دورها في المنطقة باعتبارها شريكة لإسرائيل في إدارة المنطقة، دورها يتمثل في ابتزاز دول الخليج، ويحدث ذلك ما بعد إطلاق يدها في المنطقة وتخليها عن أذرعها الممثلين بحماس وحزب الله، والدور قادم على اليمن التعيس.
وكل الوقائع تفيد بأن خرائط جديدة في المنطقة، ملامحها تتضح يوماً وراء يوم، فلا غزة لفلسطين، وقد تلتحق الضفة بمصير حماس، فيما دمشق تتأرجح ما بين ثقافة الثورة واستحقاقات الدولة، وليس بعيداً ذاك اليوم الذي تتشقق فيه سوريا، لتكون “دولة علوية” في الساحل السوري مدعومة من علويي تركيا، ودولة في الجنوب هي المدى الحيوي لإسرائيل، فيما بقية الأرض السورية تتناهشها المشاريع التي لن تأتي سوى تحت راية التقسيم، وكله ابتدأ بـ :
ـ طوفان الأقصى.
طوفان لم يكن خارج العدسات الإسرائيلية التي تلتقط دبيب النملة، ولم يكن لو لم تكن حماس.
حماس ذاك الدور الذي لايلبث أن يكون:
ـ الجرافة التي فتحت الطريق للميركافا الإسرائيلية.
ومازالا حزب الله وحماس، يرفعان سبابتهما والوسطى تأكيداً على:
ـ النصر الإلهي.