بعد أن حسمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الجدل حول علاقتها بإيران، معلنة علاقة صريحة واضحة لا لُبس فيها، وأثناء زيارة الوفد “الحمساوي” الرفيع المستوى لمكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية؛ صدرت تصريحات من قادة الحركة، من شانها جعل حماس أداة إيرانية في المنطقة، وستخسر حماس كل الحب الشعبي الذي ناضلت في كسبه عبر سنوات طوال، أريقت لأجلها دماء نبيلة.
فوفقاً للوعد الإلهي الذي تحدث عنه نائب رئيس المكتب السياسي “صالح العاروري” فإن حماس ستصبح الرديئة التي تحمي إيران من الشيطانيين الأكبر والأصغر مرة واحدة.
فقد أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “صالح العاروري” أثناء لقائه، اليوم الاثنين 22 تموز الجاري، بأن حركته تقف في الخط الأمامي للدفاع عن إيران ضد أي اعتداء أمريكي أو إسرائيلي.
وأوضح “العاروري”، أن جميع الأراضي المحتلة والمراكز الإسرائيلية الرئيسية والحساسة، تقع تحت مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية.
ونقل السياسي الحمساوي، تحيات رئيس المكتب السياسي لحماس “إسماعيل هنية”، قائلاً: “نعتقد أنه وفقاً للوعد الإلهي، فإن القدس وفلسطين ستتحرر من براثن الإسرائيليين، وسوف يصلي جميع المجاهدين والأمة الإسلامية في المسجد الأقصى”.
وثَمّنَ نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، دعم الجمهورية الإسلامية الدائم والثابت للشعب الفلسطيني، مستطرداً: “نعرب عن تضامننا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونؤكد أن أي عمل عدائي ضد إيران هو في الواقع معاد لفلسطين وتيار المقاومة، ونعتبر أنفسنا في الخط الأمامي في الدفاع عن إيران”.
وتطرق السياسي الحمساوي، إلى القدرات الدفاعية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية: “التقدم الذي أحرزته حماس وفصائل المقاومة الأخرى في هذا المجال لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالسنوات السابقة”.
ويرى مراقبون أن حماس وقعت في الفخ الإيراني، المصمم على هيكل ديني، ربما ستكون في الأيام المقبلة “حوثي آخر” أو “حزب الله جديد” في فلسطين.
ويوجد فارق فكري كبير بين حماس والثورة الإيرانية، بصرف النظر عن الانتماء الطائفي أو القومي، لكن في لعبة التوازنات السياسية هناك تفاوتات في القدرة على الحوار والتخطيط السياسي؛ إيران ذات نظرة سياسية بعيدة المدى، مرنة، واسعة، حماس لا ترى أبعد من أنفها، خططها آنيّة، لم تتمكن طوال سنوات كفاحها الماضية من جعل نفسها طوداً، وظلت تبحث عن سند وداعم قوي لها، فهي تبالغ في استدرار عطف ودعم من يفتح أمامها باباً حتى لو كان باب فخ، لذلك نسمع أحياناً عبارات من قبيل “وعد إلهي” التي قالها العاروري اليوم و” حماس الابن الروحي للإمام” التي قالها مشعل في 2007.
من الحجر إلى الصاروخ “بركات إيران”
من جهته قال خامنئي أثناء استقبال الوفد “الحمساوي”:” أحد أهم العوامل التي أدت إلى معاداة إيران هي وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية” لربما أراد الرجل إفهام الرأي العام أنه آن أوان رد الجميل.
وتابع خامنئي حديثه قائلاً:”إن إيران تعبر بشكل شفاف وصريح عن مواقفها الداعمة لفلسطين”
مؤكداً على أن طهران “لن تتنازل عن مواقفها بشأن فلسطين أمام هذه الضغوطات والمعاداة التي تتعرض لها بسبب تلك المواقف، معللا ذلك بأن “دعم فلسطين مسألة دينية وعقائدية”، على أنّ الرويات الشيعيّة جميعها لم تقل أن “المهدي المنتظر” سيخرج من فلسطين، أو أنه أحد أبناء الحجارة الذين حولهم “الفضل” الإيراني إلى ابناء الصواريخ!.
ولفت المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، إلى أن “الدول الصديقة لإيران تعلم أن مواقف الجمهورية الإسلامية في دعم القضية الفلسطينية جادة جدا” لكنه لم يحدد بالضبط أوجه الجديّة المتعددة في الموضوع.
وخاطب المرشد الإيراني، قيادات حماس قائلاً: “حماس هي في قلب الحركة الفلسطينية، كما أن القضية الفلسطينية هي في قلب العالم الإسلامي”، مشيدا بمواقف رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنيه، في مواجهة سياسات الاحتلال الصهيوني.
وأشار خامنئي إلى أنه “إذا ما كان العالم الإسلامي متحداً في دعم فلسطين لكانت الظروف اليوم أفشل”، متهما دولا لم يسمها بـ”التبعية لأميركا” و”ارتكاب حماقة بالتخلي عن فلسطين”؛ وهذه الجملة التي لم تكن مفهومة من كلام “المرشد الأعلى”.
أشاد “خامنئي” بـ”الصمود والمقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني وحركاته المقاومة ومنها حماس”، مؤكدا أن “الانتصار لن يتحقق إلا بالمقاومة والنضال”.
وعدّ المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية الشيعية “صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بأنه بشائر للنصر والتحرير”، مشيراً إلى أن تحرير فلسطين وعودتها إلى حضن العالم الإسلامي “ليس موضوعا عجيباً أو غير قابل للتحقيق”، إذ أن فلسطين وغزة حاضرتان في قلب كل مسلم وكل اجتماع اسلامي مهما كان كبيراً أو صغيراً، فهما موجودتان في قلب العالم الإسلامي أصلاً، فمتى بعدتا حتى تكون تعودا؟
وحول صفقة القرن قال “خامنئي”: “صفقة القرن مؤامرة خطيرة تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية بين الفلسطينيين من خلال الأموال”، مؤكدا على ضرورة مواجهة هذه المؤامرة.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني “كان يناضل بالحجارة في سنوات ليست ببعيدة، لكنه اليوم بدلا من الحجارة يستخدم الصواريخ الدقيقة”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي