حملة اعتقلات إيرانية في الأحواز

أعلنت نقابة عمال قصب السكر الحرة في إقليم الأحواز أن قوات الأمن الإيرانية شنت صباح اليوم الإثنين، حملة مداهمات، اعتقلت خلالها 14 عاملاً من العمال المشاركين بالمظاهرات المستمر منذ أسابيع.
وأشارت النقابة عبر صفحتها على موقع تيلغرام أن المظاهرات لا تزال مستمرة على الرغم من الحملة الأمنية، واصفةً الاعتقالات بـ”الهمجية ” و”غير القانونية”، مطالبةً في الوقت ذاته بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.
وبحسب ناشطين أحوازيين فإن الحملة ليست الأولى من نوعها التي تشنها قوات الأمن الإيرانية ضد العمال المحتجين، لافتين إلى أنها قد اعتقلت خلال الأيام الماضية ما لا يقل عن 40 عاملاً في مقر شرطة الشوش لغرض التحقيق معهم وإجبارهم على إنهاء الاحتجاجات والإضرابات.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت بعد أن أعلن عمال مؤسسة السكر إضرابا كاملاً عن العمل بسبب صدور قرارٍ عن الإدارة بفصل 21 عاملاً من زملائهم، وعدم تجديد العقود لعددٍ آخر منهم، معتبرين ذلك الإجراء ـ”جريمة ضد إرادة العمال”، مشيرين إلى أن مسؤولي الشركة “يتحملون مسؤولية العواقب”.
وكانت المحكمة الثورية الإيرانية قد أصدرت الأسبوع الماضي أحكاما ضد 7 نشطاء عماليين بالسجن لمدة 110 سنوات، و74 جلدة لمشاركتهم في تنظيم وتغطية احتجاجات نقابية لعمال شركة “هفت تبه” لقصب السكر شمال الأهواز.
ويأتي التصعيد في الأحواز بالتزامن مع خروج مظاهرة حاشدة ضمت آلاف المواطنيين من أبناء مدينة “لردغان” بمحافظة “جهار محال وبختياري”، وبذلك بهدف دعم سكان قرية “شنار محمودي” الواقعة غربي إيران في احتجاجاتهم ضد السلطات.
وأشارت مصادر محلية، إلى ان شبان غاضبون أقدموا على إضرام النار في مقر القائم مقام لمدينة “لردغان” وكذلك الامر في مكتب إمام الجمعة، وممثل خامنئي فضلاً عن عدد آخر من المقرات الحكومية.
التظاهرات التي شهدتها المدينة، كانت قد اتسعت رقعتها من مقر القائم مقام ، وصولاً إلى مبنى دائرة الصحة، وذلك قبل أن تنتقل لمرحلة المواجهة مع قوات الأمن والشرطة في المنطقة.
وكانت مصادر إعلامية إيرانية معارضة، قد أكدت أن قوات الأمن والشرطة قامت بشن هجوم على المتظاهرين، حيث أطلقت النار عليهم، بالإضافة لاستخدام الغاز المسيل للدموع، الامر الذي تسبب بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين، في حين قام المحتجين برشق العناصر الأمنية بالحجارة وذلك دفاعاً عن أنفسهم لا سيما بعد القمع الذي تعرضوا له.
ولفتت المصادر إلى أن المحتجين لدى خروجهم في هذه التظاهرة، رددوا هتافات مختلفة منها “الموت للديكتاتور” و”لا تخافوا، كلنا يد واحدة”، و”أين الغيرة على صحتنا أيها المسؤول غير الكفؤ”، يبدو في محاولة منهم لتحريك أكبر عدد ممكن من الشارع الإيراني ضد ما أسموه الفساد والقمع الذي يتعرضون له في البلاد.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version