واجتاحات وصفات “كيتو” صفحات مواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مع شهادات مختلفة حول نتائج اتباع هذه الحمية وما تسببه من انخفاض في الوزن خلال فترات قصيرة.
نستعرض هنا خلفيات هذا النظام الغذائي ورأي خبراء التغذية في نظام يتجنب السكريات ويعمل على تسريع حرق الدهون.
نظام كيتو
حمية غذائية تعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات، مقابل الاعتماد على تناول الدهون بالشكل الذي يساعد على تنشيط عمليات الحرق في الجسم.
ومصطلح كيتو جاء من الكيتوزية، التي هي حالة أيضية (استقلاب الجسم) تحدث عندما يبدأ الكبد باستخدام الدهون المخزنة لإنتاج الكيتونات للحصول على الطاقة؛ حيث أن برمجة الكبد تقوم على تحويل الدهون لطاقة عندما لا يستطيع الجسم الحصول عليها من الكربوهيدرات التي تعتبر الوقود المفضل للجسم.
ويعتمد مبدأ هذه الحمية على خداع الجسم وجعله يعتقد أنه يتصور جوعاً!.
يتم في نظام الحمية هذا، تقليل استهلاك الكربوهيدرات بنسبة كبيرة بحيث لا تقل عن 50 غرام في اليوم، وبعد مرور أيام لن يجد الجسم الوقود الذي توفره الكربوهيدرات أو السكر الذي يحتاجه في الدم.
يجبر الجسم حينها على الاستعانة بالدهون والبروتينات في الحصول على الطاقة اللازمة فيحرق كميات أكبر من الدهون المخزونة فيه.
الرأي الطبي
لا ينصح باستخدام هذه الحمية إلا تحت إشراف طبي ولفترات وجيزة تجنباً لتأثيرها السلبي على الجسم.
قال الدكتور ديفيد كاتز، المدير والمؤسس لمركز أبحاث الوقاية في جامعة بيل، وفقاً لما نقلته شبكة CNN : كان من المعترف به منذ فترة طويلة أن حرمان الدماغ من الوصول إلى الجلوكوز، والتحول للتمثيل الغذائي المستند إلى الكيتون، يتسبب بتباطؤ نشاط الدماغ الكهربائي!.
ويتسبب نظام “كيتو” بالشعور بالارهاق والتعب، بشكل يسوء مستخدمي الكيتو ويطلق عليه ” انفلونزا الكيتو” .
ويسبب نقص الألياف مشاكل في الإمساك ومشاكل أخرى تتعلق بعدم تناول الفواكه والخضار النشوية مما يضطر الشخص لتناول كميات كبيرة من المياه.
وعلّق جوش آكس، المتحدث باسم “فيتامين شوب” أن نظام كيتو جرى تصميمه ليكون نظاماً غذائيا قصير الأجل، حيث أن بعض الدراسات والأبحاث تثبت فعاليته.
واعتبر آكس أن نظام كيتو يمكن أن يصبح أداة جيدة لعلاج العديد من الأمراض المزمنة والوقاية منها، عند تطبيقه بشكل صحيح.
وجاء نظام “كيتو” في المرتبة ما قبل الأخيرة من 35 نظاماً غذائياً عرضها نظام Dukan الغذائي، في التقرير الإخباري العالمي في الولايات المتحدة لأفضل الأنظمة الغذائية عام 2020.
وقال البروفيسور كريستوفر جاردنر، الباحث في النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في مركز الوقاية، جامعة ستانفورد، أن ما أظهرته الدراسات المبكرة هو أن هناك فوائد مبكرة فيما يتعلق بفقدان الوزن والسيطرة على الجلوكوز، لكن في الدراسات القليلة التي استمرت لمدة 12 شهر ، تقل الفائدة مقارنة بغيره من الأنظمة الغذائية وتضيع الدلالات الإحصائية!.
ولعل هذا السبب وراء اعتبار المختصين، أن تعريض الحسم لضغوط اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمجرد فقدان الوزن واستعدادته ثم البدء من جديد، من غير فائدة!.
كيفية تطبيق الحمية
التركيز على الدهون الصحية، في اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض، كما يسمح بتناول الزبدة والجبن بنسب محدودة، ويسمح كذلك بتناول الخضروات منخفضة الكربوهيدرات كالخضروات الورقية (السبانخ والملفوف).
كما يمكن تناول المكسرات والفاكهة وإضافة زيت الزيتون وزيت جوز الهند للطعام.
في المقابل، يحظر تناول الأرز، المعكرونة، الذرة، البطاطا، السكريات والحلويات، المشروبات الغازية وكذلك العصائر الغير طبيعية، ويمنع تناول الفواكه المجففة والمعلبة والآيس كريم وغيرها..
ولا يوجد حساب لكمية الطعام المسموحة في حمية “كيتو” متى شعر بالجوع، يأكل من الأصناف المسموح بها.
وينصح بشرب 8 أكواب ماء وشرب الشاي والقهوة دون إضافة سكر لهما.
أعراض جانبية
هناك مجموعة من الأضرار التي قد تحلق من يتبع نظام الحمية هذا وتتمثل في نقاط:
1.الشعور بالارهاق خصوصا في الفترة الأولى لتطبيق النظام، حيث يحاول الجسم التأقلم مع مصادر الطاقة الجديدة.
2.الجوع السريع حيث تعتبر الأطعمة الغنية بالألياف هي القدرة على يد الحوت والشعور بالشبع لفترات طويلة، ولذلك ينصح بتناول الخضروات الورقية لسد الشهية أطول فترة ممكنة.
3.بعض المشاكل الصحية كازدياد فرص الإصابة بأمراض القلب نتيجة الاعتماد بكثرة على الدهون لذا يجب تحقيق التوازن بين الدهون والبروتينات وتناول الخضروات بشكل أساسي في كل وجبة مقابل تقليل كمية الدهون.
وختاماً يقول الخبراء أن سبب شهرة نظام “كيتو” في أرجاء العالم، أن المعجبين به يركزون على فوائده قصيرة الأجل في تخفيض الوزن بسرعة، دون أي اعتبار للمخاطر الصحية على المدى الطويل!.