تصريح جديد أطلقه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران “علي خامنئي” أكد فيه مضي إيران في دعم ميليشيات الحوثي التي تسيطر على اليمن منذ ما يزيد عن ست السنوات، شهدت فيها الساحة اليمنية سلسلة من التطورات والأحداث على المستوى السياسي والاقتصادي، بالتزامن مع تدهور الوضع الإنساني والمعيشي، وتراجع مستوى الحريات والديمقراطية.
دعم مطلق وتبعية علنية
تصريحات “خامنئي” جاءت خلال لقائه وفداً من قياديي ميليشيا الحوثي، الذي زار طهران مؤخراً بهدف بحث سياسات الحركة في اليمن مع النظام الإيراني وآخر التطورات العسكرية في الميدان، خاصة مع التقدم الذي حققته قوات دعم الشرعية خلال الاشتباكات التي شهدتها جبهات محيط العاصمة صنعاء، والتي قتل فيها حوالي 36 قتيلا بالإضافة إلى 70 جريحا خلال الـ 48 ساعة الماضية حسب مصادر في الجيش اليمني.
وأما اللافت بشكل أوضح في تصريحات الخامنئي بحسب المعلقين كان الاعتراف المباشر والصريح باستخدام جماعة أنصار الحوثي ضد المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية، داعياً “خامنئي” إلى القوة في مواجهة ما أسماه “التحالف السعودي الإماراتي”، في إشارة منه إلى تحالف دعم الشرعية الذي تشارك فيه مجموعة من الدول العربية.
من جهته قدم المتحدث باسم الحوثيين ورئيس الوفد الحوثي إلى طهران “محمد عبد السلام” الشكر لإيران لتقديمها المساعدة لهم، كما أشاد بمواقف المرشد بعد أن سلم الأخير رسالة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وهو ما جاء في وقت حذرت فيه تقارير أممية من تفشي الجوع باليمن، بعد أن سجلت الإحصائيات معاناة حوالي 20 مليون يمني نقصا حاداً في الغذاء بعد سنوات من سيطرة الحوثيين على اليمن بمساعدة إيرانية.
على الطرف الآخر، جاء اتهام المعارضة الإيرانية للحكومة بإنشاء 14 معسكرا لتدريب عناصر على تنفيذ هجمات ضد أهداف غربية، لا سيما وأن العديد من تلك المعسكرات تتمركز بالقرب من مضيق هرمز التي طالما هددت إيران بإغلاقه مع تصاعد حدة التوتر مع الغرب، ما يشير بحسب المعلقين إلى كشف نوايا إيران الحقيقية، مع التخوف من أن يكون إعلان استمرار دعم للحوثيين مثابة الإعلان عن مذابح جديدة ترتكب باليمن الخاضع بأجزاء كبيرة منه لسيطرتهم بما فيها العاصمة صنعاء، لا سيما مع إصرار الحوثي على إظهار التبعية الكاملة لولاية الفقيه في طهران.
ومن بين المعلقين على تصريحات “خامنئي”، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “أنور قرقاش”، الذي اعتبر أن الحوثيين من خلال لقاءاتهم في طهران أثبتوا أنهم “يعملون وكلاء لإيران”.
ونشر “قرقاش” تغريدة له عبر حسابه الرسمى على (تويتر): “إنه لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحا بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي، وبياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين وكلاء لهم، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم”.
أما الصحفي العربي “ياسر الزعاترة”، فقد غرد: “أهل جنوب اليمن يتوقون للحرية؛ تماما مثل الشمال، لا هؤلاء يرضون بـ”ابن بريك” وأمثاله، ولا أولئك يرضون بحكم الحوثي وجنونه وتبعيته السافرة لإيران، المغامرات الحمقاء كلفتهم الكثير، لكنهم لن يخضعوا لمنظومة الظلم مهما جرى، ثورتهم كانت رائعة، لكن المؤامرة كانت أكبر، لم تنته المعركة بعد”.
ومن جهته غرد أيضا الصحفي الأحوازي محمد مجيد: “انتقد المغردون إرسال آلاف الأطنان من الدعم الإيراني للحوثي ويقولون: الشعب الإيراني الفقير والمنهك أولى بهذا الدعم الإيراني للحوثيين، نفاق النظام الملالي في إيران وزيف شعاراته لنصرة المستضعفين في الأرض تنكشف مرة أخرى في قضيتي #كشمير و #الايغور في الصين، وفي سوريا ذبحوا المسلمين تحت شعار نصرة أهل البيت والسيدة زينب “.
نهب وتهريب ومتاجرة بالأرواح
أبرز نتائج سيطرة الحوثيين على اليمن بدعمٍ من إيران وبحسب التقارير الواردة من هناك تجلت في حمى انتشار الأدوية المزورة والمهربة التي ينشط فيها عناصر ميليشيا الحوثي، وفقا لما اكده عاملون في قطاع الأدوية “رفضوا الكشف عن هويتهم”، لافتين إلى وقوع عشرات الحالات من التسمم والحمى والمضاعفات منها الفشل الكلوي جراء استخدام أدوية غير آمنة.
ووفقاً لشهادة العاملين فإن أسعار الأدوية التي يبيعها عناصر الحوثي تتجاوز السعر الطبيعي بأضعاف، لافتين إلى أن ممارسات عناصر الحوثي تتجاوز ذلك لفرض الأتوات على أصحاب الصيدليات ومخازن الأدوية، مضيفين: “هذا هو الدعم الذي تعهدت إيران بمواصلة تقديمه لليمنين.
يذكر أن أسعار الأدوية شهدت ارتفاعاً كبيرا في السوق اليمنية خلال السنوات الماضية في مناطق سيطرة الحوثي، حيث تضاعفت أسعار بعضها بنسبة 300 بالمئة خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة مثل أدوية القلب والسكر.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي