خاص مينا: رسالة مسربة من ضابط ملاصق لـ “بشار الأسد”

حصل مرصد “مينا” على تسريب لأحد ضباط القصر الجمهوري الخاضع لسيطرة بشار الأسد، ويكشف فيه المصدر الخاص، الدرجة التي وصل إليها النفوذ الروسي في الهياكل العسكرية والسياسية السورية، وسط صمت تام من قبل مسؤولي النظام، مشيراً ضمن حديثه إلى أن موسكو اليوم، هي الحاكم الفعلي لدمشق والمحرك الوحيد لأركان النظام جميعاً بدءا من رأسه وحتى أصغر موظفيه.

وجاء في التسريب كما حصل عليه مرصد “مينا”:
“صدر قرار من قيادة الجيش بأن لا مانع من رفع علم الاتحاد الروسي إلى جانب علم الجمهورية العربية السورية في وحدات وقطعات الجيش العربي السوري التي تشهد زيارات واجتماعات يحضرها قادة وعسكريون وسياسيون من روسيا الاتحادية، والتي من شأنها أن تعزز العلاقات والروابط الأخوية بين البلدين وتعبر عن شكر وامتنان الشعب السوري للقيادة والجيش الروسي”.

“طبعاً، لا مانع الواردة بالقرار، تعني بالعرف العسكري إنك بدك تحطه بكيفك أو غصب عنك”.

وتضمنت الرسالة، وننقلها كما وردت “من الممكن القول أن البلد راحت، أميركا أخدت النفط وروسيا أخذت الغاز والجيش وإيران شيعت الشعب، ومختار أبو رمانه عامل حاله مزهرية، والبارحة طلب من الجيش الاعتناء بالمظهر الخارجي، حلاقة ذقن وكرافيت وجِل، باختصار ما بقي لنا هيبة”.

في غضون ذلك، حصل مرصد “مينا” على صورٍ تثبت ما ورد في رسالة الضابط الأمني، الذي لا يزال على رأس عمله، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، حيث أظهرت الصور تواجداً دائما للعلم الروسي داخل مكاتب القصر الجمهوري، ومكاتب الضباط الميدانيين عموماً.

ويرى محللون بأن توجه روسيا لإظهار نفوذها العلني والمتغلغل في مفاصل النظام السوري، تشير إلى رغبة موسكو بتحجيم وجود الميليشيات الإيرانية على المشهد السوري، على الأقل إعلامياً، والتي تعتبرها عملياً خلف كواليس التحالف الظاهري؛ قواتٍ منافسةً لها في سوريا، خاصةً مع التسريبات التي أظهرت في وقتٍ سابق، دور تلك الميليشيات بعمليات الاستهداف التي طالت قاعدة حميميم الروسية عبر الطائرات المسيرة.

كما تشير التفاصيل بحسب المحللين إلى أن روسيا توجه رسالة عملية للنظام والمجتمع الدولي بشكلٍ مباشر أنها صاحبة القرار النهائي بما يتعلق بالتطورات على الأرض، وأنها الجهة الوحيدة القادرة على إلزام “بشار الأسد” بتطبيق أي حلٍ أو تسوية سياسية في سوريا.

ولفت المحللون، إلى أن القرار الوارد في رسالة الضابط هو قرار روسي بامتياز، على اعتبار أن النظام من المستحيل أن يخرج بمثل هذا القرار بمفرده.

وكانت روسيا قد تدخلت بشكل مباشر في الحرب السورية صيف العام 2015، حيث بدأ الطيران الحربي الروسي بشن غارات جوية داعمة لقوات النظام في مناطق الاشتباكات مع المعارضة، ليأخذ ذلك التدخل شكل الوصاية الحقيقية مع تأسيس قاعدة حميميم التي أصبحت المحرك الرئيسي لكل ما تشهده الساحة العسكرية والسياسية، بما فيها تحركات الأسد “شخصياً”، لتعلن رسمياً تحييد إيران عن قيادة العمليات العسكرية ومنها من الانتشار في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام.

 

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version