fbpx

خبير دولي لـ "مينا": خامنئي يتسلح بقيادات "متشددة".. ونظامه الداخلي يتآكل

أجرى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، تعديلات وصفت بالحاسمة، على مفاصل مهمة في الجناح العسكري الإيراني، فوفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أقال، علي خامنئي، كلاً من قائد مليشيات الباسيج التابع للحرس الثوري، غلام حسين غيب برور، ونائب قائد أركان القوات المسلحة، عطاء الله صالحي. ووفقاً للوكالة فقد تم تعين العميد محمد رضا آشتياني بمنصب نائب رئيس الأركان، وغلام رضا سليماني ، قائداً لقوات الباسيج. تتزامن حركة التغييرات في القيادات العليا للجيش والحرس الثوري، مع تصاعد حدة التوترات الأمريكية الإيرانية، فقد شهد وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، فقدان إيران الاتفاق النووي، وفرض حصار اقتصادي أميركي عليها، إضافة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأجنبي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وفي حديث خاص مع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حول التغييرات العسكرية في إيران رأى “عمر عبد الستار” خبير العلاقات الدولية :” كل قرارات خامنئي العسكرية تصب في اختيار شخصيات يثق بها وذات طابع هجومي، وأكثر تشدد، وتطرف وفلسفة هجومية، ومن يرى أن الحفاظ على النظام يكمن في تصدير الثورة إلى خارج إيران، هذا من جهة، كما أنه يعيد هيكلة أجهزته الأمنية وسط تصاعد الصراع مع أميركا، خاصة الحرب الاستخبارية التي تستهدف نظامه من خلال أزلامه” وكان خامنئي قد دعا آشتياني القائد الجديد للباسيج إلى “العمل على تطوير ثقافة التعبئة والمقاومة وتهيئة الأرضية اللازمة للإبداع لدى عناصر الباسيج خاصة الفتيان والشبان من أجل تعميق وصيانة القيم الثورية وتواجدهم المنظم لتلبية حاجات الميدان” كما نقلت “إرنا” مايعني أن الاستقرار الداخلي الإيراني بات مهدداً ويتآكل، ومن الواضح أن حركةً مناهضة ًللمرشد الأعلى باتت منتشرة بين النخب الإيرانية، وفي هذا الخصوص يقول محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب” في اتصال مع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقا :”هذه الحركة موجودة والدليل أن الأيام الأخيرة شهدت بالبرلمان مطالبات بعزل خامنئي أو يتنحى هو، ويترك الأمر لقائد جديد ومجلس قيادة جديد، وفقاً للدستور الإيراني الذي يتيح تشكيل مجلس قيادة جديد بحال عجز المرشد أو فقدانه أحد شروط الصلاحية الواجبة للقيادة، مستندين إلى اعتلال الصحة الجسمانية لخامنئي، حيث أنه يعمل يوماً واحداً في الأسبوع” ووفق ما قاله أبو النور فإن هذه الحركة منتشرة بين بعض نواب البرلمان والمثقفين وأساتذة الجامعات، حيث يرون بقاء هذا الرجل لأكثر من 30 عاماً على رأس السلطة جعل منه رجلاً لا يجيد إدارة العلاقات الإقليمية الإيرانية والدولية، كما أنه أظهر إيران بموقف ضعيف أمام المجتمع الدولي، عندما رفض دعوة ترامب للحوار.

بوادر انهيار

وتشهد إيران بوادر تزعزع في الاستقرار الداخلي بدأت بوادره بالظهور عندما دعا الجنرال، حسين علائي ،قائد أركان الحرس الثوري سابقاً، القيادة الإيرانية إلى الحوار مع أميركا، معارضاً بذلك خامنئي الذي يعتبر المفاوضات مع أميركا “خدعة”. وهذه هي المرة الأولى التي يجادل فيها قائد عسكري المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، بما يخص السياسة الخارجية بشكل علني، وكان ترامب قد دعا إلى إجراء مفاوضات غير مشروطة مع إيران، لكن خامنئي رد قائلاً “إن التحدث مع أميركا سم والتفاوض مع إدارة ترامب سم مزدوج” وتسعى القيادة الإيرانية إلى الحفاظ على وجودها وتدعيم قوتها عبر تحريك البيادق الدائم في خطوة للحفاظ على الاستقرار العام داخل إيران، مخافة أية تبعات لتصاعد التوتر الأمريكي الإيراني. وتعتبر قوات الباسيج، قوات عسكرية غير نظامية رديفة للجيش النظامي، وتعد المسؤولة عن الاستقرار الداخلي، حيث تلعب دوراً مؤثراً في قمع الحراك الشعبي داخل إيران، كما حصل إبان فوز أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الإيرانية عام 2009 متقدماً على خصمه، حسين موسوي، فقد وجهت لقوات الباسيج تهماً بقمع المحتجين، إضافة لتهمة تزوير الانتخابات. وبرأي رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، فإن هناك عدم رضا واضح عن قوات الباسيج، والتي هي قوات التعبئة الشعبية العامة التي تنفذ المطالب السياسية للنظام الإيراني، فغلام حسين غيب برور لم يكن مرضي عنه من قبل القيادة في المدة الأخيرة” موضحاً أن “العملية الأخيرة التي نفذت بحق السفارة البحرينية في العراق نفذت بشكل غير مرضي للسياسة الإيرانية، كما أن قوات الباسيج في الأيام الماضية لم تفلح بالحشد الجماهيري -وهذا هو جوهر عملها- في ذكرى وفاة الخميني وذكرى الثورة، ما فهم أنه تراجع الشعبية العامة للنظام الإيراني بيبن المواطنيين” وبيّن رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن سبب تغير نائب قائد الأركان، هو اختلافات بنيوية حادة وعميقة بين القيادات العليا في الجيش الإيراني، حول طرق المتبعة في التعامل مع الولايات المتحدة بما يخص إسقاط الطائرة من دون طيار، وبما يتعلق بالترتيبات العسكرية الأخرى، كما أن خامنئي يريد إحداث عملية تجديد، بحيث يعزل كل القادة العسكريين الموجودين بالجيش ويأتي بقادة من الحرس الثوري يتولون تلك المناصب القيادية حتى يوحد القرار العسكري بالحرس الثوري بما يتعلق بالجيش أو ما يتعلق مؤسسات الصباه نفسها” وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت كلاً من قوات الباسيج والحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأجنبية، كما استهدفت العقوبات الأميركية المرشد الإيراني والمؤسسات المرتبطة به إضافة لـ 8 شخصيات من قادة الحرس الثوري؛ مايعني عزل إيران أكثر عالمياً، بذلك تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية إيران دولة داعمة للإرهاب وللجماعات المتمردة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى