خلافات ألمانية حول مستقبل الردع مع فرنسا

ليس مستغربًا الخوف الأوروبي من المستقبل الأمني، مع ازدياد تهديدات أمريكا – ترامب بضرورة اعتماد أعضاء حلف الناتو على أنفسهم ودفع مستحقاتهم، وأن واشنطن لم تعد شرطي العالم والحامي الدائم للحلفاء.. بل مصالحها هي الأساس وهي المقدمة على ما سواها تحت شعار أمريكا أولًا الذي أطلقه ترامب وبدأ يعمل عليه.

واندفعت أوروبا، برؤية فرنسية للتساؤل عن مصير القارة بعد تغير موقف واشنطن فخروج بريطانيا من التكتل – وهي القوة النووية الوحيدة خلاف فرنسا في القارة العجوز – ليصل التساؤل إلى مستقبل حلف الناتو نفسه ومدى جدوى بقائه من عدمه.. لتطالب فرنسا برؤية أوروبية موحدة خلف قياداتها النووية عارضة التعاون مع ألمانيا في تلك الخطوات.

وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأوروبيين يوم الجمعة (السابع من شباط / فبراير 2020) على تعزيز تعاونهم بشأن الاستقلال العسكري والدفاع الجماعي، فيما عرض على الدول فرصة بأن يصيروا شركاء مع فرنسا بشأن برنامجها الخاص بالردع النووي.

وتسببت دعوة ماكرون بجدل جديد في كواليس السياسة الألمانية، حيث اختلفت وجهة نظر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، بشأن الموقف من الترسانة النووية في فرنسا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية نُشِرت اليوم السبت حيث أعرب عن معارضته لتعزيز التعاون بين ألمانيا وفرنسا في مجال الردع النووي.

وعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي وجهة نظر نأت عن وجهة نظر شريكه في الحكومة، التحالف المسيحي، بشأن الموقف من السلاح النووي في أوروبا في ضوء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانفراد فرنسا بامتلاك ترسانة نووية.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، رولف موتسنيش، إنه يتعين على فرنسا أن تقطع خطوات نحو التخلص من ترسانتها النووية، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي أعلن من قبل عزمه العمل للحد من التسلح، والرقابة على الأسلحة. وأوضح موتسنيش أنه يتعين “أن ينعكس ذلك أيضاً على السياسة الفرنسية خلال الفترة المقبلة”.

ورفض موتسنيش هذا الاقتراح، وقال إنّ حزبه يريد تطبيق الاتفاقات الخاصة بميثاق حظر انتشار الأسلحة النووية، فقد جاءت تصريحات “موتسنيش” على خلفية اقتراح نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي – تحالف المستشارة ميركل – “يوهان فادبول”، بالتعاون بين ألمانيا مع فرنسا في تأسيس ردع أوروبي مشترك بأسلحة نووية.  

Exit mobile version