مرصد مينا- لبنان
أثار حديث رئيس الحكومة اللبنانية المكلف “نجيب ميقاتي”، يوم أمس الاثنين حول المحاصصات، مخاوف اللبنانيين من تأخر تشكيل الحكومة أو ربما عرقلتها، خاصة أنه ذكر خلال تصريحاته التي جاءت بعد لقاء جمعه بالرئيس “ميشال عون”، أن مهلة تشكيله الحكومة ليست مفتوحة، ما اعتبره البعض أول خلاف معلن بين الرئيسين، وتلميح من “ميقاتي” بالاعتذار لاحقا.
ويرى مراقبون أن ميقاتي قدم بعد أسبوع من تكليفه بتشكيل الحكومة، أول إشارة سلبية تلقي الضوء على صعوبات تعتري مهمته لتأليف الحكومة، رغم إشاعته أجواء إيجابية حول مهمته التي فشل في القيام بها الرئيس السابق للحكومة “سعد الحريري”.
وحسبما نقلت وسائل إعلام عن مصادر مطلعة، فإن عملية التأليف اصطدمت بتشدد “عون” في موضوع المداورة في توزيع الحقائب السيادية على الطوائف، وهو ما يعيد المشكلة الخاصة بوزارة المال التي يتمسك رئيس البرلمان “نبيه بري” بإسنادها إلى الشيعة.
“ميقاتي”، قال بعد لقائه “عون” أمس الاثنين، إن المواطن ملّ الحديث عن المحاصصات، مؤكدا أن مهلة تشكيله الحكومة ليست مفتوحة.
وأضاف قائلا: “كنت أتمنى أن تكون الوتيرة أسرع، حيث أن هناك القليل من البطء. كنت أتمنى أن نزف الحكومة قبل 4 آب /أغسطس، يوم النكبة الكبيرة التي حدثت في لبنان وأصابت كل اللبنانيين”، في إشارة لانفجار مرفأ بيروت الذي تحل ذكراه الأولى بعد يومين.
كما شدد على أن “المواطن اللبناني ملّ من الكلام عن المحاصصات والبلد يريد إنقاذا، بالتالي إما أن نتعالى كلنا أمام هذه المواضيع أو سنبقى في مكاننا”.
وحرص “ميقاتي” على التأكيد أنه اعتمد نفس التوزيع الطائفي الذي توصل إليه الحريري مع “عون”، ملوحاً بإمكانية اعتذاره لاحقاً، بتأكيده أن مهلة تشكيل الحكومة بالنسبة له مهلة غير مفتوحة “وليفهم من يريد أن يفهم”.
في السياق، أشار ميقاتي إلى أن الرئيس لديه ارتباطات اليوم كل النهار، وهو يريد التهيئة لمؤتمر الدول المانحة في الرابع من آب/ أغسطس، ولهذا السبب تم الاتفاق على معاودة الاجتماع الخميس المقبل، مشدداً على أن المواطن اللبناني ملّ كلام المحاصصة وهذه الحقيبة لفلان أو فلان وكأن الحديث عن شقق مفروشة يريد كل شخص الحصول عيلها.
ورأى ميقاتي أن “البلد يحتاج إلى إنقاذ، فإما أن يتعالى الجميع فوق كل الاعتبارات وإما سيبقى الجميع في أماكنهم”، مشدداً على ضرورة “تفادي تحريك وكر الدبابير عبر البدء بالخلافات”.
وأضاف أنه انطلق في مهمته من “مبدأ الحفاظ على نفس التوزيع المذهبي والطوائفي الذي كان معتمداً في الحكومة السابقة، تفادياً لأي خلاف جديد، ولم ينطلق من مبدأ طائفي أو مذهبي، لأن اللبناني لم يعد يريد أن يسمع لا بمحاصصة أو بطائف أو بدستور، بل يريد حكومة تشكل رافعة له، ولا تتسبب بإحباط إضافي له”.
يشار إلى أنه، عادة ما تتشكل الحكومة وفق حصص تراعي التمثيل الحزبي والطائفي والمذهبي للقوى السياسية، ما يولد في كثير من الأحيان أزمة بشأن الوزارات الأساسية كالمالية والداخلية والدفاع والخارجية.
يذكر أن الرئيس عون كلف يوم الاثنين الماضي، ميقاتي بتشكيل الحكومة، وبدأ في اليوم التالي مشاورات لتأليفها.
جاء ذلك بعد أن اعتذر رئيس الحكومة الأسبق “سعد الحريري” عن تشكيل الحكومة، بعد 9 أشهر من تكليفه، جراء عدم التوافق مع عون حول التشكيلة الوزارية.
ويزيد التأخر في تشكيل الحكومة الوضع سوءا في بلد يعاني منذ أواخر 2019 أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، ما أدى إلى انهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر والجرائم، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.