خلايا "داعش".. هل تمهد الطريق لعودته؟

تعود الأخبار الواردة من العراق بدلالات ومؤشرات عن عودة نشاط تنظيم الدولة “داعش”، بشكل أوسع عن سابق عهده، هجمات تنفذ من قبل خلايا ومجموعات مسلحة تابعة للتنظيم في أماكن متفرقة، لتبقى هذه الهجمات فاتحة للتكهنات على أوسع نطاقاتها حول مصير التنظيم الذي على ما يبدو بدأ بالتكييف مع الواقع الجديد، بعد انهيار اسطورته المزعومة.

ففي العراق، وقعت هجمات منفصلة في المناطق المحررة من تنظيم الدولة المعرف بـ “داعش” وأسفر الحادثان المنفصلان عن قتلى وجرحى بين مليشيا الحشد الشعبي العراقي، ومليشيا الأشايس الكردية.

قالت الشرطة العراقية اليوم الخميس 1 آب، أن 3 من عناصر مليشيا الحشد الشعبي شبه العسكرية، وشرطيين قتلوا في هجوم على منطقة “سيد غريب” بقضاء “الدجيل” في محافظة صلاح الدين على بعد 50 كيلومتراً شمالي بغداد في وقت متأخر من الليلة الماضية.

تزامن إعلان الشرطة العراقية مع إعلان مصدر عسكري في قوات الأمن الداخلي الكردية المعروفة باسم “الأسايش” التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق، عن هجوم بقذيفة هاون استهدف القوات الكردية في قرية “كوله ;zwnj;جوی” بقضاء “كلار” بمحافظة السليمانية عند منتصف الليل، وأدى لمقتل اثنين من قوات “الأسايش” وإصابة 14 آخرين، ولم يعلن تنظيم الدولة “داعش” مسؤوليته عن أي من الهجومين.

كما صرحت شرطة الطاقة العراقية، في 28 تموز- يوليو المنصرم، عن صد قواتها لهجوم نفذه عناصر تابعين لتنظيم الدولة “داعش” على حقول “علاس” النفطية في صلاح الدين، فيما أصدرت الشرطة العراقية بياناً حينها قالت فيه:”إن أبطالنا في حقول صلاح الدين (جبال علاس) والمقر الجوال، صدوا هجوما جبانا لعصابات (داعش) على حقول علاس النفطية”.

عودة داعش

البيان أشار آنذاك إلى “عصابات حاولت الاقتراب من الحقول لكن القوات صدتهم وتم ردعهم بقوة”، في حين حذر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي “عدنان الأسدي” من احتمالية عودة “داعش” إلى العراق أقوى مما كان عليه، في حال عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة من قبل حكومة بغداد.

وقال الأسدي في حزيران الماضي:” إن داعش انتهى من الناحية العسكرية والاستراتيجية، لكن خلاياه ما زالت تعمل، وهو نذير شؤم على المحافظات التي له فيها “حواضن”، واستطرد قائلاً: “عدم وجود وزراء أمنيين في هذه المرحلة في العراق، هو أمر غير صحيح، ويؤثر سلبا على معالجة هذا الملف”.

تحذيرات

في شهر حزيران الماضي، كان قد حذر تقرير أمريكي، من عودة أشد لتنظيم الدولة، وحمل التقرير الصادر عن معهد “دراسات الحرب” في العاصمة الأمريكية “واشنطن”، عنوان :عودة داعش الثانية: تقييم تمرد داعش المقبل”.

وقال التقرير أن التنظيم الإرهابي من الممكن أن يعود وعلى نحو “أشد خطورة”، رغم خسارته الأراضي التي أعلن عليها إقامة ما يسمى “دولة الخلافة” في سوريا والعراق المجاور.
وورد في التقرير، المؤلف من 76 صفحة، أن التنظيم اليوم أقوى من سلفه “القاعدة” في العراق في 2011 حين بدأ يضعف.

التنظيم، وفق التقرير الأمريكي، بنى من مجموعات صغيرة من الفلول عام 2011 جيشاً كبيراً يكفي للسيطرة على الفلوجة والموصل شمال العراق، إضافة لمدن أخرى في العراق، والسيطرة على معظم شرق سوريا في ثلاث سنوات فقط.

وتوقع التقرير أن التنظيم سوف يستعيد قوته أسرع بكثير، وإلى مستوى أكثر خطورة من القوة الأكبر بكثير التي لا تزال لديه حتى اليوم، وأوضح أن التقليص بطيء الحركة للأراضي التي يسيطر عليها داعش واستخدام القوة الذي بدأه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستأنفه خلفه دونالد ترمب، أعطى المجموعة كثيراً من الوقت للتخطيط والإعداد للمرحلة التالية من الحرب.

خطة بديلة

كما لفت التقرير إلى أن داعش انسحب عن عمد ونقل عديداً من مقاتليه وعائلاتهم من مدن الموصل والرقة السورية وغيرهما من المدن الهامة، إلى مناطق الدعم الجديدة والقديمة في العراق وسوريا، حيث لا تزال قواته منتشرة الآن في كلا البلدين وتشنّ عمليات تمرد.

ونوه بأن التنظيم يحتفظ بشبكة تمويل عالمية موّلت عودته إلى التمرد، وتَمكَّن من إعادة بناء قدراته الإعلامية الرئيسية، وكذلك الحفاظ على الأسلحة وغيرها من الإمدادات.
ووفقاً للتقرير، بدأ داعش إعادة بناء القدرات الرئيسية في أواخر عام 2018، التي ستمكّنه من شنّ تمرُّد أكثر عدوانية في الأشهر المقبلة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version