خمسة مبادئ وانقسام حاد: تفاصيل قرار “الكابينت” الإسرائيلي باحتلال غزة

مرصد مينا

في خطوة مثيرة للجدل، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، المعروف بـ”الكابينت”، على خطة لاحتلال كامل لمدينة غزة تمهيداً لاحتلال كامل قطاع غزة، وسط انقسام حاد بين القيادات السياسية والعسكرية داخل إسرائيل.

جاء القرار بعد جلسة نقاش استمرت أكثر من ست ساعات مساء الخميس، حيث شهدت خلافات حادة بين الوزراء وقادة الجيش حول كيفية إدارة الحرب وما سيليها من إجراءات.

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فإن الجيش الإسرائيلي بدأ استعداداته للسيطرة على مدينة غزة، مع خطة لإجلاء المدنيين تدريجياً حتى السابع من أكتوبر المقبل، وهو موعد رمزي مرتبط بذكرى حرب أكتوبر.

المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب

أوضح مكتب نتنياهو أن الخطة الإسرائيلية ترتكز على خمسة مبادئ رئيسية لإنهاء الحرب:

  1. نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل.
  2. استعادة جميع المختطفين، سواء كانوا أحياء أو جثثاً.
  3. نزع سلاح قطاع غزة بأكمله.
  4. فرض سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على قطاع غزة.
  5. إنشاء إدارة مدنية بديلة لا تضم حماس أو السلطة الفلسطينية.

وخلال الجلسة، أيد الوزراء مقترح نتنياهو، بينما قدم رئيس الأركان الجنرال إيال زامير خطة بديلة لم تحظَ بالموافقة، مما يعكس الخلافات العميقة بين القيادة العسكرية والسياسية.

انقسامات داخلية وأصوات معارضة

برز الانقسام بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الأركان، ما يعكس تباين الرؤى حول الاستراتيجية التي يجب اتباعها في الحرب على غزة.

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اليميني المتطرف شدد على ضرورة تحقيق النصر الكامل، قائلاً: “إذا ذهبنا إلى صفقة مؤقتة، فهذا يعني الهزيمة”، مضيفًا أن “حماس يجب أن تدفع الثمن”.

من جانبها، طالبت وزيرة المواصلات ميري ريغيف بـ”الحسم”، فيما وصف الوزير زئيف ألكين خطة الجيش بأنها “إجراء أمني وليس حرباً”، مشيراً إلى تشابهها مع العمليات في الضفة الغربية.

لكن المعارضة الداخلية لم تتوقف عن توجيه الانتقادات، حيث وصف زعيم المعارضة يائير لابيد قرار “الكابينت” بأنه “كارثة ستقود إلى كوارث إضافية”، واتهم بن غفير وسموتريتش بـ”جر نتنياهو إلى مغامرة غير محسوبة”، مؤكداً أن الخطة ستطيل أمد الحرب، وتعرض المختطفين والجنود لمخاطر جسيمة، فضلاً عن التكاليف المالية الباهظة والتداعيات السياسية الخطيرة.

وحذر لابيد من أن “الخطة تعطي حماس ما تريده تماماً”، حيث تستدرج إسرائيل إلى معركة برية بلا هدف واضح أو رؤية لما بعد الاحتلال، في “احتلال عبثي لا يعرف أحد نتائجه”.

Exit mobile version