دبلوماسيون فرنسيون يحذرون في عريضة من فوز اليمين المتطرف

مرصد مينا

نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، أمس الأحد، عرضية وقع عليها 170دبلوماسيا حاليا وسابقا، تحذر من فوز محتمل لليمين المتطرف في الانتخابات، والذي من شأنه، في رأيهم، أن “يضعف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة”.

وقال الموقّعون، إنه منذ مطلع القرن العشرين تضاعفت الأزمات، والمخاطر آخذة في الظهور، وتتراكم التهديدات.

وأضافوا: “رأينا العالم كله مغلقا أثناء الوباء، ورأينا أوروبا تستجيب بالعدالة والتضامن وبكفاءة فاقت كفاءة أي قارة أخرى، أو الأنظمة الاستبدادية. لقد رأينا القوى الأجنبية وهي تتراجع عن المبادئ الدولية التي أرستها تضحيات أجدادنا، والتي أعطتنا على مدى عقود، إمكانية جعل القانون والحوار ينتصران على المواجهة والتعسف”.

كما جاء في العريضة: “لقد رأينا روسيا تغزو دولاً ذات سيادة وتدمر بمجموعة من الدبابات ما كان يضمن السلام في القارة الأوروبية (…) وشهدنا  الإرهاب ينال من الديمقراطيات، والأنظمة غير الليبرالية تقلص التعددية وحرية الإعلام”.

وتابعوا:”لا يمكننا أن نقبل بأن يضعف فوز اليمين المتطرف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة، هنا في أوروبا”، وأن “تبطل الشعبوية التحالفات وتفكك المجتمعات”.

كما أشاروا إلى “المساس الخطير بالمؤسسات والتعددية في المجر” التي يحكمها اليمين المتطرف، علاوة على “الولايات المتحدة في عهد دونالد ترمب”، أو حتى “خسارة البرازيل للنفوذ الدولي أثناء ولاية جاير بولسونارو” أو “المملكة المتحدة بعد بريكست”.

وفي مواجهة هذه المخاطر، يقول الدبلوماسيون إن “الفرنسيين اختاروا أوروبا بشكل ثابت في الأعوام الأخيرة. أوروبا التي تحميهم رغم عيوبها. كما اختارت فرنسا أيضا دعم الشعب الأوكراني من أجل حريته وأمن أوروبا. وكانت هذه الاختيارات السيادية في مصلحة فرنسا وكانت في كل مرة مصدر فخر ورسالة تحتاجها أوروبا والعالم”.

وأضافوا: “الخضوع لروسيا، والأنظمة الاستبدادية، والتراجع عن أوروبا وتحالفاتنا، وتجاهل القانون الدولي، هو بمثابة اختيار العجز والعبودية. والاعتقاد بأن فرنسا قادرة على إخراج نفسها من مسيرة العالم بالانسحاب، هو بمثابة التخلي عن أي نفوذ لها وعن السيطرة على مصيرنا. ففرنسا ليست ولن تكون أبدا جزيرة محمية من رياح العالم وموجاته”، بحسب الدبلوماسيين الفرنسيين.

كما اعتبروا بأن “خصومنا سيفسرون انتصار اليمين المتطرف على أنه وهن فرنسي ودعوة إلى التدخل في سياساتنا الوطنية وإلى العدوان على أوروبا، بما في ذلك عسكرياً، إضافة الى التبعية الاقتصادية لفرنسا والقارة”.

وقالوا في العريضة أيضا، إن”درع بلادنا (فرنسا) المشروخ سيعرضها للمزيد من الضربات التي سيقدمون عليها بشكل مضاعف، مع بث سم الانقسام والطائفية والعنصرية ومعاداة السامية وتهديد التماسك والأمن القومي على حد سواء”.

يذكر أنه وفقا لأحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأحد، يتوقع أن يحصل حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف وحلفاؤه على 35.5% من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في البلاد.

بينما سيحصل تحالف اليسار على نحو 29.5% في المرتبة الثانية، في حين يتوقع أن يحتل تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي إلى الوسط المرتبة الثالثة بنسبة 19.5% من الأصوات.

وستجرى الانتخابات التشريعية المبكرة التي جاءت بعد ما حل ماكرون الجمعية الوطنية على خلفية فوز اليمين بالانتخابات البرلمانية الأوروبية هذا الشهر، على دورتين، الأولى في 30 يونيو الجاري، والثاني في 7 يوليو المقبل.

Exit mobile version