دخول محدود للمساعدات إلى غزة بعد ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي

مرصد مينا

أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف، اليوم الثلاثاء، أن المنظمة الدولية حصلت على إذن من السلطات الإسرائيلية لإدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، بعد حصار مشدد استمر لثلاثة أشهر وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إن المنظمة تلقت أيضاً إذناً لاستلام أول خمس شاحنات دخلت غزة عبر معبر كرم أبو سالم يوم الإثنين، في خطوة وُصفت بأنها أولى من نوعها منذ أسابيع.

وبثّت وسائل إعلام مشاهد لدخول الشاحنات صباح الثلاثاء عبر معبر كرم أبو سالم، فيما أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن أربع شاحنات إضافية من المتوقع أن تصل خلال الساعات المقبلة، مع احتمال زيادة العدد لاحقاً.

ووفق تقارير إعلامية، فإن المساعدات الأولى مخصصة للأطفال، على أن تتبعها مساعدات غذائية أخرى.

وكانت الأمم المتحدة وإسرائيل قد أعلنتا في وقت سابق عن السماح بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية، التي تشمل غذاء وأدوية، وذلك للمرة الأولى منذ فرض الحصار الكامل.

وفي تصريح له، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، إن ما دخل حتى الآن “قطرة في المحيط” مقارنة بحجم الاحتياجات، مشيراً إلى أن أربع شاحنات إضافية حصلت على تصاريح للدخول، لكنه أكد أن الوضع الفوضوي على الأرض قد يؤدي إلى نهب أو سرقة المساعدات.

كما دعا فليتشر إسرائيل إلى فتح معابر إضافية في شمال وجنوب القطاع لتأمين تدفق إنساني مستقر ومنتظم، مشيراً إلى أن نحو 600 شاحنة مساعدات كانت تدخل يومياً خلال فترة وقف إطلاق النار، وهو ما يبرز الفجوة الحالية في الاستجابة.

بدورها، اعتبرت الأمم المتحدة دخول الشاحنات تطوراً “مرحباً به”، لكنها شددت على ضرورة تعزيز وتوسيع حجم المساعدات لتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية. وقد حذّر خبراء الأمن الغذائي مؤخراً من خطر حدوث مجاعة في غزة.

وفي هذا السياق، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية، جان نويل بارو، إن الخطوة الإسرائيلية “غير كافية إطلاقاً”، مشدداً على ضرورة وصول مساعدات ضخمة وفورية ودون عوائق.

كما أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا بياناً مشتركاً وصفت فيه المساعدات الحالية بأنها “غير كافية تماماً”، وهددت باتخاذ “إجراءات ملموسة”، بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل إذا استمرت في عملياتها العسكرية ومنعها لإدخال المساعدات.

ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على البيان المشترك بوصفه “جائزة لهجوم 7 أكتوبر”، مؤكداً أن قرار استئناف إدخال بعض المساعدات جاء تحت ضغط الحلفاء الذين عبّروا عن قلقهم من “صور المجاعة” القادمة من غزة.

وفي موازاة ذلك، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، حيث قتلت أكثر من 53 شخصاً خلال ساعتين فقط، في قصف طال مدرسة تؤوي نازحين ومحطة وقود.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، أنها نقلت 87 قتيلاً و290 جريحاً إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

وأضافت الوزارة أن إجمالي عدد الضحايا منذ 18 مارس 2025 (تاريخ استئناف إسرائيل للحرب ضد القطاع)، وحتى اليوم، ارتفع إلى 3,427 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى 9,647، مشيرة إلى أن هناك عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الشوارع، وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب شدة القصف وخطورة الأوضاع الميدانية.

بينما ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، إلى 53573 قتيلاً و121688 جريحاً.

Exit mobile version