مرصد مينا
أظهرت دراسة نشرها المعهد الاقتصادي الألماني في مدينة كولونيا أن إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم قد يكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الألماني، حيث تؤدي إلى توسيع فجوة المهارات وتشكّل تحديًا للقطاعات التي تعاني من نقص في العمالة.
وتشير الدراسة التي نشرت اليوم الأربعاء إلى أن حوالي 80 ألف سوري يعملون في مجالات تعاني من نقص حاد في العمالة، مثل فنيي هندسة السيارات والأطباء وأطباء الأسنان، إضافة إلى وظائف مرتبطة بالمناخ مثل التدفئة وتكييف الهواء، فضلا عن قطاع النقل.
وذكرت الدراسة إنه في قطاع هندسة السيارات، على سبيل المثال، يعمل أكثر من 4 آلاف فني، بينما يصعب شغل حوالي 70% من الوظائف في هذا القطاع.
كما يعمل نحو 5300 طبيب سوري في ألمانيا، مما يساهم في تخفيف الضغط على القطاع الصحي.
وتؤكد الدراسة أن عودة هؤلاء العاملين ستؤدي إلى تفاقم نقص المهارات في العديد من المجالات، بما في ذلك طب الأسنان، ورعاية الأطفال والتعليم، والرعاية الصحية والتمريض.
وفي تعليقه على الدراسة، قال فابيان سمسارها، الخبير الاقتصادي في معهد العمل الدولي، إن العاملين السوريين في ألمانيا يلعبون دوراً حيوياً في تخفيف نقص المهارات، مشيراً إلى أن عودتهم ستؤثر سلباً على سوق العمل الألماني.
جدير بالذكر أن هذه الدراسة جاءت بعد دعوات أطلقتها أحزاب يمينية في ألمانيا لترحيل اللاجئين السوريين، بعد سقوط النظام السوري على يد المعارضة في وقت سابق من الشهر الجاري.
ووصل إلى ألمانيا بعد اندلاع الثورة ( بيع 2011) ضد النظام المخلوع وما تلاها من حرب طاحنة ضد معارضي النظام، قرابة مليون سوري، غالبيتهم وصلوا بين عامي 2015 و2016.
وخلال السنوات الأخيرة، حصل عشرات الآلاف من السوريين على الجنسية الألمانية، مع توقعات أن يصل عدد إلى 300 ألف بحلول نهاية العام المقبل 2025.
علماً أن هذه الإحصائية لا تشمل السوريين الذين تجنسوا حديثاً، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن نحو 3 آلاف طبيب سوري قد تم تجنيسهم بالفعل، مما يعني أن عدد الأطباء السوريين في ألمانيا قد تجاوز 8 آلاف، سواء مجنسين أو غير مجنسين.