مرصد مينا
كشف مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية (CRAAG) الجزائري قبل أيام، عن تفاصيل منشور علمي جديد يتناول ظاهرة نادرة شهدتها سماء الجزائر قبل عامين.
حينها عبَرت كرة نارية ضخمة سماء البلاد بتاريخ 7 مايو 2023، في حدود الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي، وشوهدت من ولاية المسيلة وصولاً إلى جنوب إسبانيا، مصحوبة بصوت انفجار هائل وتوهج ساطع فاق لمعان القمر البدر.
تفاصيل الانفجار الفضائي فوق البويرة
أظهرت الدراسة، التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ البحث العلمي الجزائري، أن الجسم الفضائي أو الكويكب الصغير الذي دخل الغلاف الجوي انفجر على ارتفاع حوالي 35 كيلومتراً فوق منطقة الحاكمية بولاية البويرة.
وأكدت الأجهزة والمستشعرات العلمية التابعة لمركز البحث أن قطر الجسم بلغ ما بين متر و50 سنتيمتراً، مع كتلة أولية تقدر بين 4 و14 طناً.
وبلغت الطاقة الحركية لهذا الجسم مكافئة لانفجار 178 طناً من مادة “TNT” المتفجرة، مما أدى إلى حدوث انفجار قوي تردد صداه عبر المناطق المجاورة.
تسبّب الانفجار في اهتزازات أرضية قوية تم تسجيلها عبر 14 محطة زلزالية منتشرة في أنحاء الجزائر، حيث عادل حجم الزلزال الناتج قوة 2.1 درجة على مقياس ريختر، وهو زلزال محلي متوسط القوة. إضافة إلى ذلك، تمكن العلماء من رصد الأمواج تحت الصوتية الناتجة عن الحدث، والتي انتشرت لمسافات بعيدة تجاوزت حتى جنوب شرق ألمانيا.
أهمية الدراسة
يُعد هذا البحث العلمي بمثابة خطوة علمية رائدة في الجزائر، إذ يمثل التوثيق الأول من نوعه لدخول جسم فضائي بهذا الحجم إلى الغلاف الجوي الجزائري.
وتفتح هذه الدراسة آفاقاً جديدة للبحث والاستكشاف في مجالي علم الفلك والجيولوجيا، كما تسلط الضوء على قدرة الباحثين المحليين على متابعة الظواهر الفضائية الدقيقة وتحليلها باستخدام أحدث التقنيات.
