درزي على يد درزي.. هذا ما تنبئنا به بروتوكولات حكماء صهيون

زاوية مينا

تنبئنا “معاريف” الإسرائيلية، بأن حكومة تل أبيب تعتزم “تصميم واقع جديد في المنطقة التي بجوار حدودها جنوبي دمشق”.

معاريف نقلت هذا عن لسلاني رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس، وفي استطراداتها تضيف بأن “إسرائيل لن تسمح للنظام الجديد في سوريا بإنزال مسلحيه جنوبي دمشق أو أن يتجول رجال الجنوب الجهاديون السُنة مسلحين في الجولان السوري”.

هذا ما تنبئنا به معاريف، غير أن الصورة التلفزيونية تنقل لنا صور الملالات الإسرائيلية وقد باتت على مقربة ذراع من العاصمة السورية، فيما تحط قوّاتها في مرتفعات جيل الشيخ، وهي أعلى مرتفعات في هذا الشرق بما يسمح لحامل المنظار أن تمتد رؤيته من تلك القمة إلى الإسكندرية أو اليونان، وهكذا بنت إسرائيل في هذه المنطقة استحكامات عديدة، لابد ويسمح بأن لايكون للقوة مكان فيها سوى لقوة إسرائيل.

“في المنطقة سلاح تركه الجيش السوري، قد تستخدمه جهات معادية لإسرائيل”، هذا ماتقوله معاريف لتتكئ على ما يكفي من الذرائع للقول “لن نسمح بتهديد أمننا”، وفضلاً عن التحذيرات التي أرسلت عبر قنوات مختلفة مباشرة إلى نظام دمشق، تسعى إسرائيل لخلق منظومة دفاعية من ثلاث مناطق أو مقاطع جغرافية.

المقطع القريب من إسرائيل هو منطقة الفصل، كما تقررت في اتفاقات فصل القوات في 1974، حيث تبقي إسرائيل حضوراً غير محدد زمنياً، بما في ذلك تاج جبل الشيخ السوري، الذي يسمح للرقابة على ما يجري في حوض دمشق والبقاع اللبناني. قاطع الفصل، بعرض متغير من بضعة كيلومترات، يمتد من قمة جبل الشيخ السوري حتى مثلث الحدود الأردن – سوريا – إسرائيل في الحمة.

توجد من خارج منطقة الفصل منطقة للحراسة، وفيها قرى سورية كثيرة، والجيش الإسرائيلي دخل إليها موضعياً ليمنع التسلح بمخزونات السلاح المتبقية هنا ووجود مسلحين قد يعرضون بلدات الحدود للخطر. القاطع يتيح رقابة وناراً لمسافات بعيدة.

ما وراء منطقة الحراسة “منطقة النفوذ”، التي تحاذي طريق دمشق – السويداء شرقاً (عاصمة الدروز، جبل الدروز). عرضها 65 كيلومتراً، وتتضمن تجمعات الدروز في جبل الدروز وعرباً سُنة معنيين بالعلاقة مع إسرائيل. عملياً، أصبحت المنطقة الدرزية حكماً ذاتياً في الحرب الأهلية، وإسرائيل تريد لها أن تبقى كذلك في المستقبل.

ترى إسرائيل في الإقليم الدرزي وسكانه عنصراً لها التزام تجاهه، بما في ذلك الحماية والتموين باحتياجات حيوية بحكم الالتزام بالطائفة الدرزية. لكن إسرائيل تفكر بالسماح –تجري محادثات في هذا الشأن الآن – لدروز السويداء بالعمل في البلاد.

عملياً، هذه المناطق الثلاث موجودة في هذه اللحظة؛ فالاستحكامات مقامة في منطقة الفصل، والجيش الإسرائيلي يقوم بأعمال دورية في منطقة الحراسة، وتجرى مع مجال النفوذ اتصالات في مستويات مختلفة من الكثافة. لكن كل شيء مفتوح في سوريا الآن، حتى الروس قلقون، بل ويتقاسمونه مع إسرائيل مؤخراً، عقب المعارك بين النظام والعلويين غربي سوريا. هذه المعارك تجري قرب القواعد الروسية، والكثير من العلويين يختبئون فيها.

في هذه اللحظة، لا نية لإسرائيل للتدخل، فما بالك والمواجهة بين النظام السُني الجهادي في دمشق والعلويين مؤيدي الأسد في منطقة الشاطئ، نشبت على خلفية نية العلويين التمرد على النظام الجديد، كما فعل السُنة ضد الأسد في حينه.

إسرائيل تراقب من الجانب، وتفرض أساساً من خلال سلاح الجو، ولا تخفي إرادتها في أن تصبح سوريا فيدرالية. في الماضي، نشر أن ترامب تحدث مع نتنياهو وطرح إمكانية سيطرة إسرائيلية على سوريا. لا نية كهذه لدى إسرائيل، لكن إسناد ترامب يسمح لوزير الدفاع ولرئيس الوزراء على الأقل محاولة تصميم واقع جديد مجرد من السلاح جنوبي دمشق في المنطقة المجاورة للحدود مع إسرائيل.

تتمدد القوات الإسرائيلية على الأرض، يحدث ذلك، وليس ثمة قدرة على ردعها حتى لو توفرت رغبة الردع، غير أن ما يمكن أن يتجاوز مخاطر تمددها على الأرض، ذاك الاحتواء الذي تشتغل عليه لسكان من حوران بجبله وسهله بدءاً من الدعوة إلى فرص عمل في إسرائيل وليس انتهاء برفع العلم الإسرائيلي على مدخل السويداء، فما لا تحصله بسلاحها تحصّله بعملائها.

ـ عملائها؟

نعم بعملائها، فالمخاض السوري أزاح من المشهد صورة “العدو الإسرائيلي” ليحل محله عدو الجار مع الجار، ومن يتابع وقائع ما يحدث في السويداء لا يستبعد وقوع احتراب أهلي ما بين:
ـ حملة الراية الإسرائيلية، وحملة رايات “الخمسة حدود”، وإذا ما انفلتت الحكاية (وليست بعيدة عن الانفلات)، فستكون المجزرة.
وبيد الدرزي بمواجهة الدرزي.

Exit mobile version