مرصد مينا
زارت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، أمس الأثنين، مدينة العيون في الصحراء الغربية، لتصبح أول عضو في الحكومة الفرنسية يزور المنطقة الواقعة في جنوب المغرب.
تأتي هذه الزيارة تأكيداً لموقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، والذي جدد الرئيس إيمانويل ماكرون تأكيده خلال زيارته الرسمية للمملكة في أكتوبر الماضي.
وأوضحت داتي وهي فرنسية من أصول مغربية ( أب مغربي وأم جزائرية)، في تصريحاتها لوسائل الإعلام المغربية، أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.
وأشارت إلى أن “الروابط بين المغرب وفرنسا شهدت تطوراً ملحوظاً منذ زيارة ماكرون والرسالة التاريخية التي وجهها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي شدد فيها على أن مستقبل هذه المنطقة مرتبط بالسيادة المغربية”.
وقالت الوزيرة الفرنسية في بيان إن هذه الزيارة “تجدد تأكيد دعم فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، لمغربية الصحراء”.
وخلال الزيارة، أعلنت الوزيرة الفرنسية عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات الجديدة تشمل قطاعات الألعاب الإلكترونية، والسينما، والقطاع السمعي البصري، والتراث، وعلم الآثار.
كما تم الإعلان عن إطلاق معهد متخصص في الإعلام والسمعي البصري، وإنشاء فرع للتحالف الفرنسي في المنطقة.
من جهته، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد المهدي بنسعيد، أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بدأت تدخل مرحلة التنفيذ، معتبراً إلى أن زيارة الوزيرة الفرنسية تحمل أبعادًا تاريخية، سياسية، وثقافية.
وشملت جولة داتي تفقد عدد من المعالم التاريخية في الأقاليم الجنوبية، من بينها قصبة طرفاية، المعلمة البريطانية التي تعود إلى عام 1938، ودار البحر “كاسمار”، الحصن التاريخي الذي أسسه التاجر والمهندس البريطاني دونالد ماكنزي بدعم من الحكومة البريطانية قبل أن ينتقل إلى السيطرة الإسبانية.
كما زارت الوزيرة متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري في طرفاية، الذي يحتفي بإرث الكاتب الفرنسي الشهير مؤلف “الأمير الصغير”، حيث عاش في المدينة عام 1927 أثناء عمله في البريد الجوي بين فرنسا والمغرب. ويضم المتحف مقتنيات ووثائق تؤرخ لهذه الفترة، مسلطًا الضوء على الدور التاريخي للمدينة في مجال الطيران والبريد الجوي.
جدير بالذكر أن ماكرون أكد في أكتوبر الماضي خلال زيارة دولة إلى المغرب تأييد بلاده لسيادة الرباط على هذه المنطقة المتنازع عليها مع جبهة “بوليساريو” الانفصالية المدعومة من الجزائر.
