حذر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى من تكرار الهجمات التي تنفذها إيران وميليشياتها في المنطقة ضد أهدافٍ حيوية، في حال لم تتلقى عقاباً مناسباً أو سياسة ردع واضحة.
وأشار المعهد إلى أن الضربات العسكرية أو الرد العسكري هو أكثر ما يخشاه النظام الإيراني حالياً في ظل تراجع قوته ومروره بواحدة من أضعف مراحله، واصفا أن ممارسات إيران واعتداءاتها على الدول المجاورة بـ”الخطيرة” لا سيما تلك التي استهدفت منشآت النفط في السعودية.
“سوزان مالوني” نائبة مدير برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز من جهتها، أشارت إلى أن خروج أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران كان قد أثار مخاوف من ردة فعل إيرانية حيال ذلك، مضيفة: “النظام الإيراني رأى ضعفه وعدم قدرته على الرد، ما دفعه للانتظار فحسب”.
وبينت “مالوني” أن سياسة العقوبات الأمريكية أثببت أنها كانت فعّالة بشكل لا يصدَّق على الرغم من قلة الدعم من حلفاء الولايات المتحدة، مضيفةُ: “عندما أدركت طهران أنها لن تتمكن من الصمود، شعرت بالحاجة إلى تغيير حسابات الإدارة الأميركية وإعطاء إحساس بالإلحاح حول هذه القضية بالنسبة للمجتمع الدولي الأوسع وللقيام بذلك، لجأت إلى تكتيك ساعدها بشكل جيد في الماضي ومفاده عندما تُضرب، عليك أن تضرب بقوة أكبر”.
إلى جانب ما قالته المسؤولة الأمريكية، توقع مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “مايكل سينغ” أن تواصل طهران نهجها، لافتاً إلى أنها حالياً تنتظر الرد الأمريكي على ممارساتها الأخيرة في المنطقة، لافتاً إلى ان أن إيران تريد مفاجأة واشنطن من خلال مهاجمة هدف مختلف تماماً وبطريقة مختلفة.
وأضاف “سينغ”: “في المرحلة المقبلة ستواصل إيران بلا شك نهجها في شن نوع معين من الهجمات، ينبغي على الولايات المتحدة أن تدرك هذا النهج، وأن تعمل على توسيع نطاق حملة الضغط الأقصى من مجال العقوبات الذي يعتبر محدوداً للغاية، ليطال مجالات أخرى، بما في ذلك الأعمال العسكرية السرية والضغوط الدبلوماسية. فخيارات الهجمات الإيرانية ووتيرتها تتطلب الردع، ويجب أن تكون واشنطن مستعدة لمجابهة أعمال النظام الحركية برد حركي”.
أما المسؤول في الاستخبارات الأميركية وكبير مستشاري مشروع مكافحة التطرف “نورمان رول” اعتبر أن الردود الأميركية والإقليمية على طهران كانت موزونة حتى الآن، ويسهل نوعاً ما التنبؤ بها، موضحاً : “بالتأكيد هناك من يشعر بخيبة أمل بسبب عدم توجيه ضربة أميركية لطهران لكن الأطراف المعنية في المنطقة اعتمدت نهجاً حذراً ومدروساً، حتى إيران نفسها”.
وعلى الرغم من الاستفزازات الإيرانية، أشار “رول” إلى أن النظام الإيراني لا يرغب في خوض نزاع في وقت يواجه فيه ضعفاً هائلاً في الداخل، وانتقالاً وشيكاً في قيادته، ولذلك فإن الاحتمالات بأن تسبب الضربة على إيران حرباً شاملة غير مرجحة للغاية على الرغم من المخاوف المثيرة للقلق بحدوث عكس ذلك، على حد قوله.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي