دعوات فلسطينية لإنهاء دور السفير القطري في الأراضي الفلسطينية adminvar 6 سنوات ago غزة – خاص أثارت تصريحات السفير القطري لدى السلطة الفلسطينية محمد العمادي مساء الرابع عشر من أيار الجاري، والتي لمح فيها إلى مسئولية حركة الجهاد الإسلامي عن جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية غضباً في الشارع الفلسطيني وبعض قواه الحزبية التي طالبت العمادي بالاعتذار، فيما دعت شخصيات سياسية فلسطينية أخرى إلى إنهاء دور العمادي وطرده. وقال العمادي في مؤتمره الصحفي الذي عقده للحديث عن الجهود القطرية في التوصل لاتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في 6 أيار الجاري: “الطرفان الرئيسيان (إسرائيل وحماس) لا يردان الحرب ولكن بسبب إشكالية قام بها فصيل فلسطيني على حدود غزة حدثت جولة التصعيد الأخيرة والتي إن امتدت لساعات لشاهدنا الدمار الكبير والكوارث في قطاع غزة”. ويقصد العمادي في قوله عملية القنص التي قام بها قناص فلسطيني يعتقد أنه من الجهاد الإسلامي ضد جنديان إسرائيليان شرق قطاع غزة في 3 مايو الجاري، والتي تبعها جولة تصعيد عسكري امتدت لـ 60 ساعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 30 فلسطيني وإصابة العشرات، ناهيك عن تدمير 100 وحدة سكنية بشكل كلي. غضب فلسطيني وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت حالة الغضب التي انتابت الشارع الفلسطيني على تصريحات العمادي، واعتبر الكثيرين أن العمادي بتصريحاته تلك يحمل الفلسطينيين مسئولية التصعيد العسكري الذي بدأ مع قنص الجيش الإسرائيلي لعشرات المتظاهرين على حدود قطاع غزة قبل ساعات من قنص الجنديان الإسرائيليان. الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، طالب في بيان صادر عنه فجر اليوم الأربعاء، ووصل مرصد “مينا” نسخة عنه العمادي بالاعتذار عن تصريحاته، وأضاف: “العمادي بتصريحاته تلك تجاوز مهمته الانسانية وحاول توزيع شهادات حسن سير وسلوك على الفلسطينيين”. وإزاء حالة الغضب التي اجتاحت الشارع الفلسطيني، غادر السفير القطري قطاع غزة على عجل فجر اليوم، عبر معبر إيريز/ بيت حانون شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وذلك بعد تخوفات من تعرضه للاعتداء من قبل الجماهير الفلسطينية الغاضبة في الفندق الذي ينزله به غرب مدينة غزة، علماً أن مهمة السفير القطري كان يفترض بها أن تستمر لفترة أطول من ذلك. مطالبات بطرده من جانبه، نعت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض في مقابلة مع مرصد “مينا” السفير القطري بـ”المندوب السامي” وذلك كناية عن دوره السياسي الذي يقوم به من قبل قطر في الأراضي الفلسطينية، مطالباً السلطة الفلسطينية إلى إنهاء دوره وطرده من الأراضي الفلسطينية. وقال العوض: “تصريحات العمادي وقحة، برر من خلالها لإسرائيل قتل العشرات من الفلسطينيين خلال المواجهة الأخيرة بداية مايو الجاري، والتي بدأت فعلياً بعد قنص الجيش الإسرائيلي لعشرات الفلسطينيين على الحدود الشرقية لقطاع غزة خلال التظاهرة الأسبوعية”. فيما أصدرت إحدى التشكيلات العسكرية لحركة فتح في قطاع غزة والمعروفة باسم “لواء العامودي” بياناً فجر اليوم الأربعاء، اعتبرت فيه التصريحات التي أدلى بها العمادي بأن هدفها ضرب الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، ووصف البيان العمادي بـ”الضال الذي أراد بتصريحاته دس السم في العسل”. ورفض لواء العامودي التمادي الذي ساقه العمادي في تصريحاته، مؤكداً أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس لتحرير الأرض ولن يقبل بالإهانة، فالاحتلال هو السبب الرئيس في تجويع وحصار شعبنا الفلسطيني، وهو السبب المطلق في هجرة وتشريد ونكبة الشعب الفلسطيني. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها السفير القطري لانتقاد من قبل الفلسطينيين، فقد تعرض موكبه لهجوم بالحجارة خلال زيارته لقطاع غزة في نوفمبر الماضي، وذلك بسبب تصريحاته التي طالب فيها حركة حماس إلى ضبط المتظاهرين الفلسطينيين ومنعهم من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية، فيما طالبت السلطة الفلسطينية قطر أكثر من مرة وقف دعم حركة حماس مالياً، وإيصال أي دعم لسكان قطاع غزة عبر الحكومة الفلسطينية وليس بشكلٍ مباشر يتم به تجاوز دور السلطة الفلسطينية. المال مقابل الهدوء أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بقطاع غزة حسام الدجني طالب وزير الخارجية القطري بإنهاء دور العمادي في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن الأخير يضر بصورة قطر ودورها ولا يجيد العمل الدبلوماسي، ناهيك عن أنه بات يُشعر الشارع الفلسطيني أنه يشتري الهدوء في قطاع غزة مقابل المال الذي يقدم. وأوضح الدجني في مقابلة مع مرصد “مينا” أن تصريحات العمادي حملت نبرة تهديد للفلسطينيين من قبل إسرائيل، وذلك دون أن يشير إلى أن المشكلة هي في إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة وتحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم في الحياة. أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل فاعتبر في مقابلة مع مرصد “مينا” أن الدور القطري هو دور تنفيذي في الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن للسفير القطري القيام بذلك الدور دون موافقة إسرائيلية، وتحديداً في جانب الدعم المالي المقدم لقطاع غزة. ولفت إلى أن الجهد الذي تقوم به قطر تصاعد في الآونة الأخيرة في ظل التوقعات باقتراب صفقة القرن الأمريكية، والتي بحاجة إلى مبالغ مالية كبيرة، وأكدت واشنطن أن بعض دولة الخليج ستدفع تلك المبالغ، لضمان نجاح تلك الصفقة والتي فعلياً تعني إنهاء القضية الفلسطينية. العمادي يبرر السفير القطري وإزاء حالة الغضب الكبيرة التي تسببت بها تصريحاته، أصدر بياناً توضيحياً فجر اليوم الأربعاء، برر فيه بأن تصريحات التي أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي فهمت في غير سياقها ولم يتهم حركة الجهاد الإسلامي بأنه سبب المواجهة الأخيرة. وأكد العمادي في بيانه على احترام كافة الفصائل الفلسطينية وتقدير تضحياتها والعلاقة المتميزة التي تربطه بها بما فيها قيادة حركة الجهاد الإسلامي، مضيفاً: “أدعو الذين تسرعوا في التأويل إلى التريث وعدم الاستعجال في تفسير الأمور لأن ما بيننا عبر مسيرة الإعمار والبناء وتخفيف الحصار هو أكبر من اختزاله في تصريح لم أقصد فيه الإساءة لأحد”. في النهاية، بقي الدور القطري السياسي والمالي في الأراضي الفلسطينية محل انتقاد وقلق فلسطيني، فقد بلغت الأموال القطرية التي قدمت لقطاع غزة فقط منذ عام 2012، وحتى مايو 2019، قرابة مليار دولار. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©. مقالات ذات صلة تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا.. تبادل طرد الدبلوماسيين يعيد العلاقات إلى نقطة الصفر تهريب الوقود يُرهق الاقتصاد الإيراني وسط شبهات بتورط الحرس الثوري ترامب يدشّن “حقبة ذهبية” في الرياض.. اتفاقيات تاريخية واستثمارات سعودية بـ600 مليار دولار مقتل “غنيوة” يشعل فتيل الصراع في ليبيا.. اشتباكات عنيفة وطرابلس على حافة الانهيار الأمني