كانت النكتة في مصر تحكي عن “بيع الهرم”، ولكنها ظلّت نكتة، غير أن حقيقة بيع “دمشق” ليست نكتة، فاليوم تباع دمشق فعليًا تحت عنوان “الأرض مقابل المازوت”، ذلك أن حكومة طهران، وعلى ضوء المأزق الذي يعيشه النظام، وهو مأزق متعدد الأبعاد، “الاقتصادي” فيه هو الأبرز، قامت بمنح الحرس الثوري الإيراني عقد البيع.
ـ ماهي الصفقة؟
تتضمن الصفقة منحة تقدّمها إيران للحكومة السورية مفرداتها مليون برميل نفط و ٤٤٠٠ طن غاز، وهي منحة مشروطة بالتالي:
ـ اعتماد الحكومة السورية “الحوزة العلمية في مقام السيدة زينب”، كمرجع مباشر يتبع حصرًا للقصر الجمهوري.
ـ إخلاء منطقة “المزة خلف الرازي” تمهيدًا لتحويلها إلى ضاحية إيرانية متشابهة مع الضاحية الجنوبية في بيروت.
ـ إبعاد الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد عن المناطق المحاذية للحدود اللبنانية / السورية من رأس المعرة في القلمون الغربي والبريج في حمص إلى شمال عرسان ووضعها بشكل كامل تحت وصاية الحرس الثوري.
ما الذي تعنيه الصفقة؟
تعني اولاً متابعة مشروع “تشييع” سوريا، خصوصًا العاصمة ما بعد زرع مستوطنة شيعية في اكثر مناطقها حساسية، وهي “المزة”، ومن ثم تطويق العاصمة بالقوات الإيرانية ما بعد نزوح قوات ماهر الأسد عنها.
المثير في الصفقة، هو استبعاد ماهر الأسد عن الشراكة مع قوات الحرس الثوري وهو المعروف بكونه ذراعًا للحرس الثوري، فالإيرانيون لابد وقد باتوا يشتغلون اليوم على إحلال الأصيل محل الوكيل، اما مخاطر المشروع فلابد وتتمثل في بعده الاستيطاني، لتكون إيران دولة محتلة، ولكن من دون سلاح وراجمات صواريخ:
ـ مازوت مقابل العاصمة ومداها الحيوي.
ستكشف الايام ماهو أعتى.
الهرم لم يبع.
دمشق على طاولة البيع.