دوريات روسية سورية جوية تثير القلق في إسرائيل

مرصد مينا – سوريا

أثارت الصحف الاسرائيلية تساؤلات بشأن الدوريات الجوية المشتركة التي تنفذها طائرات روسية وسورية مشتركة، معربة عن قلق القيادة الاسرائلية من هذه الخطوة حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” .

الصحيفة ذكرت أن كبار القادة السياسيين والأمنيين يجدون صعوبة في فهم ما دفع موسكو إلى إجراء هذه المناورات الجوية، التي قد تؤثر على التنسيق الروسي الإسرائيلي بشأن سوريا، معتبرة أن المناورات هي “رسالة تريد موسكو إرسالها إلى الأمريكيين عبر فتح جبهة أخرى معهم بالتزامن مع التوترات الأوكرانية، الهدف منها الضغط على إسرائيل للعمل ضد واشنطن”.

صحيفة “يسرائيل هايوم” من جانبها رأت أن المناورات الروسية المشتركة هي “رسالة روسية إلى إسرائيل”، لإبلاغ الأخيرة بعدم رضا موسكو ونظام الأسد عن نشاطها العسكري في سوريا، بينما أشار موقع “ديبكا” إلى أن موسكو لم تخطر إسرائيل أو سلاح الجو الإسرائيلي مسبقا بهذا التطور، من خلال الآلية المشتركة للدولتين لتنسيق الرحلات الجوية فوق سوريا.

واستعرض الموقع نقلا عن مصادر لم يسمها عدة أهداف قد تقف وراء الإعلان عن “الدورية”، بينها أن “موسكو تريد تقليص حرية عمل القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في الأجواء السورية”.

يشار أنه قبل يومين أقلعت ثلاث طائرات روسية من قاعدة حميميم واثنتان سوريتان من مطارين عسكريين بريف محافظة دمشق، في خطوة هي الأولى من نوعها أجرت “دورية جوية مشتركة” على طول مرتفعات الجولان وأجواء المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لسوريا.

المحلل الإسرائيلي، يوآب شتيرن بحسب موقع الحرة يرى أن “دورية موسكو الجوية على مرتفعات الجولان بكل تأكيد إشارة سلبية جدا بالنسبة لإسرائيل، والتي تفضل ألا يكون هناك خط التماس مباشر بينها وبين روسيا”، مشيرا إلى أن التغيير في السياسة الروسية قد يؤثر بشكل مباشر على حرية العمل العسكري الإسرائيلي جوا وبرا، ويحد من قدرة إسرائيل على استهداف المواقع الإيرانية أو الأخرى على الأراضي السورية، كما عملت في السنوات الأخيرة.

شتيرن يضيف: “لكن مثل ما يعرف عن روسيا واعتباراتها لا يمكننا أن نفصل بين هذا التطور تجاه اسرائيل وبين التوتر الشديد في أوروبا”، وبمثل هذه الأوقات فإن خطوة روسية كهذه “تمثل رسالة أبعد من قادة الجيش الإسرائيلي والحكومة الاسرائيلية عبورا إلى أوروبا، ووصولا إلى واشنطن”.

ويتابع شتيرن: “كأن روسيا تهدد بأن تغيير قواعد اللعبة تجاهها من قبل الناتو قد يؤدي إلى تغيير سياستها تجاه حلفاء الناتو في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إسرائيل”.

في السياق بدأ حلف الناتو مناورات بمشاركة مجموعة حاملة طائرات أمريكية ضاربة، إلى جانب قوات من الحلفاء الآخرين، بينما صرح به المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي أنه كان من المقرر أن تجرى منذ عام 2020، مؤكدا أنها لا تهدف إلى “اختبار أي سيناريوهات محتملة مرتبطة بأوكرانيا”.

يذكر أن روسيا وإسرائيل قد أنشأتا خطا عسكريا ساخنا، لتنسيق عمليات القوات الجوية فوق سوريا وتجنب الاشتباكات، منذ عام 2018، وفي عام 2018 تم اختبار العلاقات الروسية الإسرائيلية من خلال إسقاط طائرة حربية روسية من قبل دفاعات نظام الأسد، وذلك عن طريق الخطأ، في أثناء الرد على طائرات حربية إسرائيلية كانت تُغير قرب الساحل السوري.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، في شهر أكتوبر 2021، بينها “يسرائيل هيوم”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نيفتالي بينيت، اتفقا في نهاية زيارة الأخير إلى موسكو “على استمرار سياسة حرية العمل الإسرائيلية القائمة في سوريا”.

من جانبه يؤكد المحلل الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، بحسب المصدر نفسه، أن “زيارة بينيت لبوتين في سوتشي مؤخرا كانت ناجحة. الروس غير راضين عن التدخل العسكري الإيراني داخل سوريا، وهناك مصالح مشتركة”.

ويوضح المحلل الإسرائيلي أن “المنظومة الأمنية في إسرائيل لم تعلم حتى الآن ما هو السبب وراء التغير في السياسة الروسية. هل هذا يتعلق بالتوتر حول أوكرانيا؟ أم هو تغير فقط باتجاه إسرائيل وتأييدا للنظام السوري؟ هناك علامات استفهام كثيرة لدى إسرائيل”.

ويستبعد بن مناحيم أن يؤثر هذا الإجراء الروسي على حرية الضربات الإسرائيلية في سوريا، مشيرا إلى أن “غالبية الضربات تتم من الأجواء اللبنانية كما حصل مؤخرا بالنسبة لميناء اللاذقية. إسرائيل لديها قدرة لضرب الأهداف الإيرانية من بعيد، دون أن يكون هناك أي احتكاك مع الطائرات الروسية”.

Exit mobile version