دونالد ترامب.. إمبراطورية الموز

زاوية مينا

ربما فاق حجم متابعي ترامب / زيلينسكي ولقائهما الحافل بالإهانات نهائيات كأس العالم، بفارق حجم المشجعين ومتعة اللعبة، فما حدث يختزل سمة العصر التي قد تصلح ليكون عنوانها:

ـ زمن دونالد ترامب.

وهذا الزمن لابد ويمثل تحوّلاً فظيعاً عن الزمن الأمريكي الذي كان ثالوثه هو ما حمله فيلم الغرب الأمريكي الذي يحمل عنوان: “الطيب والشرس والقبيح”، وكان دونالد ترامب قد أسقط “الطيب” مكتفياً بـ “القباحة” و “الشراسة”، منهياً المشهد بطرد الرئيس الأوكراني من البيت الأبيض وفق ما أفادت “فوكس نيوز”.

دونالد ترامب، وبعقلية السمسار العقاري، لا يؤمن بـ “الدفع المؤجّل”، فالرجل يريد الدفع الفوري، والدفع في هكذا حال لا يعني سوى “رهن أوكرانيا بمواردها”، ما وضع زيلنسكي وربما مجموع الأوكران بمواجهة معادلة:

ـ ما لم يأخذه فلاديمير بوتين بالحرب، سيأخذه دونالد ترامب بالحماية، وهذا لابد وسيعيد حكاية “الدب الذي دعي لحماية محصول العنب”، فبات الرجل Hمام صفقة خاسرة ومهينة بآن، أما الإهانة فقد كشفتها عدسات المصورين، والترجمات الفورية التي يمكن أن نقتطع منها ماقاله ترامب لزيلنسكي:

ـ أنت تظهر لنا عدم الاحترام.
‏ ـ نحن نتجه نحو الحرب العالمية الثالثة، ليس لديك الحق في اللعب بها.
‏- لا يمكنك أن تقول لنا “أريد هذا، أريد ذلك”.
‏- ليس لديك أي أوراق في يدك بدوننا، يجب أن تكون ممتناً لنا.
‏- لقد أعطيناك 350 ملياراً، أنتم الآن في وضع صعب.
ـ لايمكنك أن تقول “لا”.
‏- إما أن نبرم هذه الصفقة أو تخرج منها.
‏- انت “تلعب بحياة الملايين من الناس” وتخاطر بإشعال حرب عالمية ثالثة.
‏وفي النهاية: لقد حان وقت مغادرتكم.

ماحدث، يحكي الكثير، ومن بين ما يحكيه وبصيغة السؤال:
ـ ماهو حال مجمل أوربا مع دونالد ترامب.

ثم:
ـ ماهو سر العلاقة التي قد تصل إلى درجة الافتتان ما بين دونالد ترامب وفلاديمر بوتين؟

الأوربيون الغافلون عن حقائق القوّة وقد باتوا خارج مفاعيلها بعد أن خلعوا سراويلهم بمواجهة دونالد ترامب، لابد ومسّتهم الإهانة فسارعوا إلى “التغريدات”، وهكذا غرّد ايمانويل ماكرون: على روسيا أن تدفع تعويضات الحرب”. و “كنا على صواب في مساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا وسنواصل الدعم”.

فيما غرّدت أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوربية مخاطبة زيلنسكي “كن قوياً وكن شجاعاً ولا تخف، أنت لست وحدك”.

وتابع رئيس التشيك دعمه في تغريدة وكذا ليتوانيا ولم يتأخر فريدريش ميرتس زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي ولم يتوان عن التغريد:”نقف إلى جانب أوكرانيا في الأوقات الجيدة وفي المحنة”.

ومجموع تغريدات انشغلت بالتعويض المعنوي للرئيس الأوكراني الذي لم يسبق لرئيس ضيفاً على دولة أن تعرّض لما يماثل من إهانات.

مع وقائع ماحدث، ثمة من يستحضر مسيرة دونالد ترامب، ففي كتابهما عن دونالد ترامب في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض قال بوب وودورد وروبرت كوستا ” إذا كانت لدى كائن بشري القدرة على اخراج النيران من أذنيه، فهذا هو”. وكان تعليق كبير مستشاريه السابق ستيف باتون “انه يخرج النيران حتى من قدميه”.

ثمة من وصف “زمن دونالد ترامب ” بالقول:”دونالد ترامب ينقلنا من توليتاريات العصور الوسطى إلى توليتارية القرن الواحد والعشرين” وأضاف:”لنتصور أن مصطلح “أمبراطورية الموز” يحل محل “جمهورية الموز”!

هكذا بات الحال:
ـ دونالد ترامب:
ـ إمبراطورية الموز.

دونالد ترامب.. امبراطورية الموز

Exit mobile version