fbpx

دير الزور.. الاستيلاء على المنازل ومصادر الرزق وسط استمرار الاعتقلات

لاتزال محافظة دير الزور الواقعة في شمال شرق سوريا، تعاني الأمرّين من القوى المسيطرة على المحافظة والتي تتوزع مابين النظام السوري وميليشياته والميليشيات الإيرانية والكردية وقوات التحالف الدولي، فضلاً عن خلايا تنظيم الدولة “داعش”، وهو ما انعكس سلباً على وضع أهالي المحافظة والذي يوصف بالصعب والمأساوي، وصل حتى لمصادرة منازلهم ومصادر رزقهم، إضافة لاعتقالات بحق ابنائها من مختلف القوى والميليشيات المسيطرة على المحافظة.

وقالت المصادر إنّ قوّة عسكرية مؤلفة من النظام وميليشيا “الدفاع الوطني” صادرت أمس الأحد، مجموعة من المنازل و المحلات في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.

واوضحت المصادر بأنه تمت مصادرة 10 محال تجارية في شارع بغداد و4 في شارع النوفيتيه، كما تمت مصادرة عدداً من المنازل في حي الكتف وحي الجمعيات، مشيرة بأنه عناصر النظام وميليشياته أبلغوا جيران المنازل والمحلات بأن هذه العقارات والمحلات تم الحجز عليها لأن أصحابها غادروا سوريا وأنهم “تأمروا على الوطن”.

وتشير المصادر إلى أنّ غالبية أفراد ميليشيا “الدفاع الوطني” في البوكمال اتبعوا المذهب الشيعي، بعد دخول الحشد الشعبي العراقي والميليشيات الإيرانية إلى المدينة

ويأتي هذا بعد يوم على قيام ما يسمّى الجنرال “ذو الفقار” وهو قائد إحدى الميليشيا الإيرانية المتمركزة بدير الزور، بجولة في مدينة البوكمال، لتفقد المحلات التجارية المطلوب أصحابها للنظام، حيث أمر بمصادرة ممتلكاتهم العقارية بشكل كامل.

وبحسب المصادر فأن الأمر لم يقتصر على مصادرة أملاك الأشخاص المطلوبين، بل تعدّاه ليشمل أقاربهم في المدينة، مشيرة إلى أنه تم الأمر بإغلاق محالهم التجارية ومراجعة مقر الميليشيات الإيرانية بمدينة البوكمال.

اعتقال عشرات الشباب على يد النظام وقسد

شنت الشرطة العسكرية التابعة لنظام، خلال الاسبوع الماضي، حملة اعتقالات في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإلزامية لدى قوات النظام.

ووفق مصادر إعلامية محلية فإن الشرطة العسكرية اعتقلت أكثر من 40 شاباً في مدينة الميادين وساقتهم إلى شعبة التجنيد لفرزهم إلى مواقع عسكرية مختلفة.

ونوّهت المصادر أن الشباب الذين اعتقلتهم الشرطة العسكرية كانوا قد عادوا مؤخراً إلى مدينة الميادين، بوساطة عشائرية، مشيرة إلى أنّ عودة الشباب كانت تقوم على أن تكون خدمتهم الإلزامية في مدينة الميادين، وأن لا يتم سحبهم إلى المحافظات السورية الأخرى.

وأكدت المصادر،أن اعتقال الشباب سبب استياء وجهاء المنطقة الذين توسطوا لهم، وأقنعوهم بالعودة إلى الميادين، وأن الوجهاء بصدد مقابلة مدير منطقة الميادين للوقوف على آخر التطورات في الموضوع.

وفي موازاة ذلك، واصلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تنفيذها حملات دهم وتفتيش على منازل المدنيين في بلدة ‏الطيانة .

وقامت الميليشيات مساء الأحد، بمصادرة أجهزة النت الفضائي في البلدة دون معرفة الأسباب، فيما كشفت المصادر أن ‏قوات التحالف الدولي اعتقلت “أبو صهيب العراقي” برفقة خمسة عناصر آخرين خلال عملية انزال جوي لقوات ‏المارينز الأمريكي الاسبوع الماضي قرب بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي وتم نقلهم إلى قاعدة حقل العمر ‏النفطي‎.‎

و أبو صهيب العراقي أحد قيادات الصف الأول في تنظيم “داعش” شغل عدة مناصب منها أمير الدورات العسكرية ‏والاستتابة‎.‎ وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها لقوات التحالف الدولي من حيث اعتقال أحد قياديي الصف الأول في التنظيم، وفق ذات المصادر.

كما نفذ التحالف الدولي الأربعاء الماضي، عملية إنزال جوي في بلدة “سويدان” بريف دير الزور الشرقي، واعتقل أحد الأشخاص.

وقالت مصادر محلية إن قوات التحالف داهمت أحد المنازل في البلدة واعتقلت نازحاً مدنياً من أبناء بلدة “صبيخان”.

تظاهرات للأهالي ضد سياسية “قسد”

مع سياسية التمييز والاعتقالات التي تنتهجها ميليشيا “قسد” في محافظة دير الزور- كما يقول ناشطون- الأمر الذي أدى لخروح مظاهرات مناهضة ضد “قسد” المسيطرة على مناطق واسعة من المحافظة.

وقالت مصادر محلية لمينا، إن مئات المدنيين خرجوا في مظاهرة في قرية الصعوة غربي المحافظة ، تطالب “قسد” والمخابرات التابعة للوحدات الكردية بالرحيل من القرية.

وأشارت إلى أن الاحتجاجات بدأت بعد مداهمة دورية عسكرية من “قسد” متخفية بزي مدني محل صرافة في قرية الصعوة ، بقصد السرقة واختطاف مالك المحل للحصول على فدية مالية، وهو ما لم ينجح بسبب تمكن صاحب محل الصرافة من الهرب.

وذكرت المصادر بأن “قسد” أرسلت وفداً من ما يسمى مكتب العلاقات العامة للتهدئة الأهالي، مع وعود بضبط الجانب الأمني.

ويأتي هذا بعد أيام على تنظيم مئات المدنيين لمظاهرة مناهضة لـ”قسد” في بلدتي ” الكشكية” و”أبو حمام” بريف دير الزور الشرقي ، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية السيئة.

وطالب الأهالي في مظاهرتهم التحالف الدولي والمعنيين بإقالة الفاسدين في المجالس المحلية البلدية المشكلة من قبل “قسد”، وتخفيف أسعار المحروقات وتوفير مياه الشرب وتأمين فرص العمل.

خلايا داعش تواصل استهداف عناصر قسد

على الرغم من مرور أكثر من اسبوعين على إعلان ميليشيا”قسد” هزيمة تنظيم “داعش” في آخر معاقله في سوريا بالباغور، إلا أن خسائر الميليشيا لا تزال مستمرة على أيدي خلايا “داعش” او من خلال تفجير عبوات ناسفة.

وقالت مصادر محلية أن عنصرين اثنين من “قسد” قتيلا، اليوم الاثنين، جراء انفجار عبوة ناسفة بدورية عسكرية في قرية البقعان جزيرة شرقي دير الزور.

وكان عبوة ناسفة قد انفجرت في بلدة أبو الحسن، استهدفت سيارة لميليشيا “قسد” ، قضى على إثرها 3 عناصر على الفور وأصيب آخرون بجراح.

وقبل عدة أيام قتل عنصرين تابعتين لـ”وحدات حماية المرأة” أحد الفصائل التابعة لـ”قسد “إثر قيام إحدى النساء التابعة لتنظيم داعش بتفجير حزامها الناسف في بلدة الباغوز بتاريخ 3 من الشهر الجاري.

ويشهد ريف دير الزور نشاطاً كبيراً لخلايا تنظيم داعش، حيث نفّذت تلك الخلايا عشرات العمليات ضد ميليشيا “قسد” ذات الغالبية الكردية، بالتزامن مع الخسائر الكبيرة التي تعرض لها التنظيم خلال الفترة الماضية، وإعلان “قسد” نهاية التنظيم بشكل كامل في سوريا.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى