مرصد مينا
مشروع توسعي؟ هو الحال كذلك، أما عن القول بأنه “إسلامي” فهذا افتراء ذلك أن ملالي طهران كانوا الأقرب إلى نفي الإسلام وعزله من أي مجموعة إلحادية وصولاً إلى مقاطعة جمهور المصلّين في المدن وأرياف إيران للمساجد، ومن ثم الكفّ عن تسمية مواليدهم بأسماء إسلامية من طراز “عليّ، زينب، محمد” وسواها من الأسماء المنتمية إلى التراث الإسلامي مفضلين العودة إلى الأسماء الفارسية بمن فيها أسماء من “فارس الوثنية”.
الإسلام ببعده العقيدي ليس سوى مطيّة لمجموع الملالي، ولو لم يكن الحال كذلك لما واجهت الشعوب الإسلامية من الأقليات الإيرانية كل هذا الاستبعاد والاضطهاد ومثالهم الظلم اللاحق بـ “البلوش” على سبيل المثال لا الحصر، حتى أن هناك الالاف من البلوش يمنعون من تسجيل أسمائهم كمواطنين إيرانيين في مكتب السجل المدني، وليست لديهم شهادات ميلاد فالفرسنة أعلى شأناً من الأسلمة.
من الوقائع التي تلحق بهؤلاء، وثانية على سبيل المثال لا الحصر، فإنه وعلى خلفية شيوع البطالة والفقر في هذه المنطقة وجفاف الانهار ونتيجة لسياسات النظام وتدمير البنية التحتية الصناعية والإنتاجية فيها؛ فقد إنتشرت مهنة نقل الوقود في مختلف مدن هذه المحافظة، وهي آخر ما تبقى لهم من مهن، إلا أن المسؤولين الحكوميين يجبرونهم على دفع رشاوى بالابتزاز، وإذا رفضوا دفع الرشوة، يطلقون النار عليهم ويموت بعضهم نتيجة لإطلاق الرصاص المباشر عليهم کما جرى ويجري مع العتالين الکرد في المناطق الحدودية، ويموت البعض الآخر حرقا بعد اشتعال النار في دراجاتهم النارية أو سياراتهم. ويحدث هذا على الرغم من أن قوات الحرس الثوري يمتلكون بداية خيط تهريب ملايين الأطنان من النفط، حيث أنهم يسيطرون على ميناء جابهار في محافظة سيستان وبلوشستان، ويقدر دخلهم بمليارات الدولارات من خلال الصادرات والواردات المهربة.
الإضطهاد والممارسات القمعية تشمل معظم الايرانيين لکن مع ملاحظة إن الاقليات العرقية والدينية تحظى بإضطهاد مضاعف، والحقيقة الماثلة هي إن النظام ليس لا يقدر على حل مشکلة الاقليات العرقية من المسلمين، بل إنه أساسا لا يريد حلها ويصر على ذلك وحتى إنه يعتبر حلها مناقضا لأفکاره ومفاهيمه، ومن بين المسائل الاكثر تعقيداً المسألة الكردية والتي تُعامل بـ “التكفير” و “الساطور” ما يفيد بأن مشروع الملالي ليس سوى مشروع فارسي بـ “مركوب” إسلامي ، وهو “المركوب” الموزع على مسلمين عرب / أفغان / شيشان وحيث حلّ الراكب الفارسي.
المشروع الإسلامي بما فيه الإسلام السياسي وباكثر تجلياته تطرفاً ونعني “القاعدة”، لاينكفئ إلى مستوى التبشير القومي وإنما يتسع للإسلامين / الايماني والسياسي الدولتي/ فيما الإسلام الخميني، لن يكون سوى “فارسي” ليكون “أمّة تغلب أمّة”، دون أن تتذمر من احتواء ادوات إسلامية من أمم اخرى، فقد سبق واحتوت “القاعدة” “والظواهري” وهاهي تحتوي اليوم إسلام عراقي وآخر لبناني وثالث يمني و:
ـ لامتطائهم.
لو ترك الخيار لروح الله الخميني لما سمح لبلال الحبشي بأن يكون مؤذناً لرسول الله.
لاشك كان سيبحث عن مؤذن فارسي حتى ولو كانت فاتحته وثنية.