
مرصد مينا
في قرية البوحمد بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا، انتشرت في الأيام الماضية شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن العثور على كميات كبيرة من الذهب، ما أثار اهتماماً واسعاً بين السكان المحليين الذين راحوا يعلقون آمالاً كبيرة على تلك المكتشفات المحتملة.
لكن سرعان ما تبين أن المادة المكتشفة ليست ذهباً حقيقياً، بل هي معدن يُعرف باسم “البايرايت” أو “الذهب الكاذب”، وهو كبريتيد الحديد (FeS₂) ذو لون ذهبي لامع يخدع الناظرين ويشبه الذهب من حيث اللمعان لكنه لا يحمل القيمة الاقتصادية ذاتها.
خبراء في الجيولوجيا، مثل غزوان سلوم، أستاذ الجيومورفولوجيا في جامعة دمشق، أكد في تصريح لمحطة محلية إن رواسب الأنهار في مناطق مثل ضفاف الفرات قد تحتوي على آثار ضئيلة من الذهب الحقيقي، لكن استخراجها يتطلب تقنيات ومعدات متطورة، ولا يمكن العثور عليها بشكل عشوائي أو دون تجهيزات حديثة.
من جانبه، أوضح الباحث في الموارد الطبيعية، الدكتور علي المخلف، أن المنطقة عرفت تاريخياً بثرواتها الطبيعية مثل النفط والزراعة، لكن تلك الثروات لم تترجم إلى تحسين ملموس في حياة السكان بسبب الظروف الأمنية والسياسية المعقدة التي مرت بها سوريا في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن الآمال التي بُنيت على اكتشاف الذهب سرعان ما تلاشت بعد معرفة أن المادة المكتشفة لا قيمة اقتصادية لها.
وتُعد منطقة الجزيرة السورية ووادي الفرات من أغنى المناطق السورية بالموارد الطبيعية، والتي تشمل النفط والقمح والقطن، لكن سنوات الحرب المتواصلة وتعدد السلطات التي سيطرت على المنطقة خلال 14 سنة الماضية حالت دون استغلال هذه الثروات بصورة فعالة تعود بالنفع على السكان المحليين.
وفي تصريح لأحد أهالي قرية البوحمد، عبر عن حالة الإحباط التي يعيشها السكان قائلاً: “حتى لو كان هناك ذهب، لسنا بحاجة إليه. الثروات التي لدينا لم تجلب سوى الفقر”، حسب قوله.