مرصد مينا
ليست القصة في “فخامة الرئيس”، فللبنان وفرة في “المادة الخام” لتصنيع الرئيس، فإن أرادوه “رجل كرسي” سيعثرون عليه، وإن أرادوه “مالئ الدنيا وشاغل الناس” قادرون على استحضاره، ولكن القصة، هي رئيس لمن وعلى مَن؟
لا أحد من القوى والقيادات اللبنانية يريد رئيسًا تحت مسمى “مَن”، الكل يبحث في “لمن”، وهنا المعضلة.
إذا كان رئيسًا للقوات، فسيعجّل “حزب الله” باجله، على فراش الموت، او برصاصة طائشة، وفي أفضل الحالات بـ “التعطيل” وشلل “الفخامة”.
وإذا كان “لحزب الله”، وصفّ الممانعة، فسيكتمل احتلال إيران للبنان، وسيكون استمرار القطيعة العربية والدولية مع البلد الأحوج لمدّ العون.
اما أن يكون الرئيس لـ “الكل” فتلك معضلة لبنانية، قد تضاف إلى المعجزات السبع
ومن بين المعجزات أن يشيب الغراب، وتحبل البغلة.
إذن ما الحل في حال الصيغة اللبنانية الراهنة؟
الحل في تغيير النظام، كل النظام، ومن بين الطروحات الراهنة لتغيير النظام صيغة “كونفدراليات” التي يتصاعد الكلام بشأنها، فالبعض يعتبرها تقسيمًا، والآخر يجدها حلاً، أما عن الخائفين من التقسيم، فالتقسيم قائم اليوم، بداياته تتجلى في الحمايات الذاتية التي تأخذها مناطق في مواجهة مناطق، والاستغناء عن “الدولة” بوصفها الراعية والحامية، فيما “الفيدراليات لن تكون تقسيمًا ولا بحال، ولو كان الأمر على هذا النحو لما كانت المانيا فدرالية ولا مجموع دولة الإمارات كذلك، دون نسيان أن الفدراليات لم تكن تقسيمًا ولا بحال من الأحوال فيما التعايش القسري هو “التقسيم الكامن” والذي إن عثر على طريقه فلن يقود سوى إلى التقسيم الدموي، وهذا ما يجب احتسابه واستدراكه في صيغة من مثل الصيغة اللبنانية، وهي صيغة لاتنام على سلم أهلي إلاّ وتستيقظ على الدشم والحواجز والقتل على الهوية، ولهذا البلد تاريخ طويل في هذه الويلات.
المفارقة الكبرى، ان الجميع متوافق على “خيبة الصيغة” والكل اليوم يشتغل على الحفاظ على الصيغة، فكيف سيكون التوافق هذا على المختَلف عليه ذاك.
المتنبئون، ومن بينهم قرّاء المندل والكف، يتوقعون أن”يدخل لبنان مع بداية حزيران في الإنهيار الرابع وما يتخلله من فوضى عارمة وتفلّت أمني في الشارع مترافقًا مع تفتت وتفكك المؤسسات والإقتصاد تمهيدا لنهاية لبنان القديم”.
يضيفون “بعد حزيران سنذهب الى نظام جديد في لبنان بعد أن نكون قد دخلنا في مرحلة الإنهيار الرابع ولبنان القديم ما بقى نشوفو”.
لبنان في الحفرة، وعوضًا عن “اللف” حول الحفرة، يستحسن طمرها.
حال اليوم يقول:
بقاء “الصيغة” يعني تعميق الحفرة.