وقد بات نظام بشار الأسد، يعيش على :
ـ اقتصاد النهب.
وسياسات “الحظ”.
نقولها ولا نمزح، اما عن اقتصاد النهب، فليس من سوري واحد يطمئن على ممتلكاته وأرزاقه، فما لاتصادره محكمة الإرهاب، تصادره بنادق “الشبيّحة”، وليس على الرساميل السورية المتبقية سوى واحد من طريقين:
ـ الهرب بما خف حمله، أو الشراكة مع من ثقل ظله.
ومن الامثلة، وهي حتمًا لاتحصى، حكمًا صدر عن محكمة الارهاب يطال صاحب شركة آسيا الدوائية بـ “800 مليار ليرة سورية”، وكان الاستيلاء على الشركة قد سبق الحكم، وبات صاحب الشركة مرميًا في القارة الأوروبية، فيما شركته، وكانت من الشركات الواعدة قد باتت تحت وابل الفاسدين، أما عن الحظوط فثمة مايشتغل لحساب النظام، واول ضربة حظ صادفها النظام، كانت في معارضاته التي لم تقدّم مثالا ولا نموذجًا يختلف عمن ثارت عليه، بل راكمت من فساده وخيباته مايكفيها لتمنحه سلطة إلى الأبد، مادامت تشتغل معارضة للحظته.
واليوم، ومن “طيب بخت النظام”، تشتغل تركيا بالتنسيق مع روسيا لاحتلال الشريط الحدوي الشمالي لسوريا، فتنتزعه من أيدي “قسد” وتوكل إدارته للنظام، ليستعيد النظام مافقده بالعجز، بالقوة التركية التي ستقدّم له هدية مجانية وهي المحسوبة على خصومة مع النظام، وليس بعيدًا ذلك اليوم الذي ينثر فيه بشار الأسد صوره التذكارية في عين العرب باعتباره محررها من “الكرد الانفصاليين، وسط زغاريد سدنته ومؤيديه، ويحدث ذلك دون طلقة من بنادقه، او “عريفًا” من جنوده.. هكذا سيأتي أردوغان حاملاً هدية ثمينة لبشار الأسد، الذي يعيش في معزله دون أن يتعثر به أي من قادة العالم، باستثناء فلاديمير بوتين الذي يشتغل قيصرًا على الأسد، فيما يكتفي الأسد بالجلوس بالصفوف الخلفية إلى جانب وزير دفاعه وقد تضاءل حجمه حتى لم يعد بوسع الكاميرا التقاطه، فذراع الكرسي يحول دون رؤية وجهه.
لعبة الحظ إياها أبقته في الحكم، وهي من أورثته الحكم، فبقائه مرهون بحلفائه، وحلفاءه لايطلبون منه سوى أن يكون “عجل القش”، ولمن لايعرف عجل القش، فله حكاية طويلة عند مربي الأبقار، ذلك أنه حين تولد البقرة ويموت عجلها تتوقف عن ادرار الحليب، فيقوم راعيها بصناعة عجل محشو بالقش، له هيئة عجل وما هو سوى جلد فارغ ممتلئ بالقش وحده، فتستعيد البقرة إدرارها، ومن الطبيعي أن يحافظ كل من الإيراني والروسي على عجل القش هذا من اجل حلب البقرة السورية، وهذه لعبة حظ أيضًا.
الآن سيكون التحوّل واسعًا وكبيرًا، بل قد يتحوّل إلى منعطف، فالعسكرتارية التركية تتحضر لتوسيع عملياتها في سوريا، وإذا مافازت وانتزعت الشمال السوري من أيدي “قسد” فالمعلومات الواردة من موسكو تفيد بأن تركيا ستسلم إدارتها للنظام السوري، مايعني استعادة بشار الأسد لحكم منطقة تمثل ثلثي سوريا.
قد يحدث ذلك خلال أيام قريبة.. الروس متواطئون، والإيرانيون مشاركون بالتواطؤ، أما الأمريكان فمما جاء على السنة قياداتهم، والكلام لـ “مارك كينيث” وهو مساعد وزير الخارجية الأسبق:
ـ علاقتنا بتركيا استراتيجية، اما بـ “قسد” فـ “تكتيكية”.
هذا يعني غضّ النظر الأمريكي عن القفزة التركية.
زمان كنا نقولها:
ـ من يتغطّى باللحاف الامريكي بردان.