تعتبر الفرنسية اللغة المنافسة للغة الرسمية في الجزائر المتنوعة عرقياً، تحاول الحكومة الجزائرية ضمن خطت بدأت بها فور نيل استقلالها، بهدف إعادة الجزائريين إلى لغتهم، ومد جسور التواصل مع أخوتهم العرب.
وفي أحدث خطوة اتخذتها الحكومة الجزائرية لمسح معالم الفرنسة في الأوساط الشعبية، بعد أن توجهت الحكومة لتعليم اللغة الإنكليزية في المدارس كلغة ثانية بدلاً من الفرنسيّة.
كما وجّهت وزارة التجارة الجزائرية، أمس الأربعاء، تعليمات إلى أصحاب المحلات التجارية، تلزمهم بكتابة لافتاتهم باللغة العربية، بالإضافة إلى لغة أخرى من اختيارهم، وحذّرت من فرض عقوبات على المخالفين.
وقالت وزارة التجارة؛ إنّ التجار ملزمون بتطبيق التعاليم “في آجال لا تتعدّى أسبوعاً، وفي حالة عدم القيام بتسوية الوضعية خلال هذه المدة سوف تتخذ ضدّكم الإجراءات الإدارية اللازمة”.
ومن المتوقع أن تحدث هذه الخطوة جدلاً وانقساماً واسعاً بين الجزائريين، بين من سيدعمها ويثني على أهميتها في تعزيز اللغة العربية وترسيخ هوية البلاد، وبين من سيعارضها ويرى فيها دعوة إلى الانغلاق والعودة إلى الوراء.
وغالباً ما تكتب الواجهات واللافتات للمحلات التجارية -في الجزائر-بمختلف أنواعها واختصاصاتها باللغة الفرنسية، ولكن ومنذ رحيل نظام الرئيس السابق “عبد العزيز بوتفليقة”، باشرت الحكومة إجراءات تهدف إلى تعزيز اللغة العرية والإنجليزية، والحد من هيمنة اللغة الفرنسية على البلاد.
فيما انضمت عدة وزارات في هذا المشروع من بينها وزارة التعليم العالي التي بدأت تفكر جديا في اعتماد الإنجليزية لغة أجنبية أولى في الجامعات بدل الفرنسية، كم أعلنت وزارة التربية الشهر الماضي، إلغاء الفرنسية نهائيا من اختبارات الترقية المهنية للمعلمين والأساتذة.
وتضم الجزائر أعراقاً أخرى غير عربية لها لغتها وتاريخها العريق، مثل اللغة الأمازيغيّة التي يتكلم بها حوالي 10 مليون أمازيغي يعيشون في الجزائر، ويبلغ عدد الأمازيغ في العالم ما يقارب 50 مليون نسمة، غالبيتهم في القارة السمراء التي يشكل عمودها الأمازيغ.
ويعيش الأمازيغ في الجزائر متمتعين بحرية محدودة في إدارة شؤونهم الخاصة والاحتفال بأعيادهم الرسمية مثل عيد رأس السنة الأمازيغي، لكن هناك سياسات خاطئة بحقهم دفعت المتطرفين منهم بالمطالبة بحكم ذاتي.
ومن أشهر الأبطال التاريخين الأمازيغ؛ عباس بن فرناس، يوسف بن تاشفين، ابن بطوطة، وطارق بن زياد.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي