مرصد مينا – إيران
كشفت تقارير إعلامية إيرانية، عن فشل النظام في معركته لعزل الإيرانيين عن العالم، وممارسة الرقابة الكاملة على وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر المعلومات الخارجية، ولاسيما مع ظهور شبكة الانترنت واتساع نطاق دائرة المعلوماتية، لافتةً إلى أن السلطات الإيرانية تفرض قيوداً مشددة منذ أربعين عاماً على وسائل الإعلام وكافة وسائل التواصل مع العالم الخارجي.
وبحسب ناشطين إيرانيين، فإن القيود بدأت مع ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان اقتناء أشرطة الفيديو، التي كانت رائجة في تلك الأيام، يصنف على أنه جريمة يعاقب عليها القانون، بالجلد أو السجن.
في السياق ذاته، أشار تقرير نشره موقع راديو فاردا الإيراني، إلى أن النظام الإيراني أنفق أموالاً طائلة على مشروع الرقابة الالكترونية والمعلوماتية وفرض حظر على العديد من المواقع، التي يعتبرها معاديةً له، لافتاً إلى أن مع كل تلك الأموال، لا تزال رقابته في إطار محدود، وأن الإيرانيين لا زالوا قادرين على الوصول إلى البيانات والمواقع، التي يريدونها.
وكان مركز أبحاث تابع للبرلمان الإيراني قد كشف قبل أشهر، عن إنفاق الحكومة الإيرانية نحو 4.5 مليار دولار، لإنشاء شبكة إنترنت إيرانية بديلة، في ظل تواصل حظر السلطات الإيرانية للعديد من المواقع المعارضة ومواقع إخبارية دولية بينها مواقع أمريكية وأوروبية وعربية.
كما يشير التقرير إلى أن مئات الناشطين الإيرانيين تمكنوا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المحظورة في إيران، للتواصل مع زملائهم خارج البلاد، مؤكداً على وجود مقاومة قوية من الشعب الإيراني لكافة القيود المشددة التي يعيشها منذ أكثر من 40 عاماً.
إلى جانب ذلك، يوضح التقرير أن الكثير من الشباب الإيرانيين تمكنوا من التعرف على العالم وأسلوب الحياة في الدول المتقدمة بعيداً عن الحواجز الدينية للنظام، على الرغم من حظر الكثير من البرامج والمواقع الخاصة بالأفلام والموسيقى والمسلسلات الأجنبية، بالإضافة إلى حظر المواقع، التي يستخدمها الناشطون في بث المظاهرات ونقل أخبار البلاد إلى الخارج.
وتفرض السلطات الإيرانية حظراً مشدداً على مواقع التواصل الاجتماعي والبيانات المنشورة عليها، لا سيما موقع يوتيوب، الذي تحول إلى نافذة يطل من خلالها العالم على ما يجري في إيران، خاصةً خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي شهدت اندلاع عدة احتجاجات واسعة ضد النظام، بدءاً من الثورة الخضراء عام 2009 وحتى مظاهرة تشرين الثاني الماضي.