مرصد مينا
لليوم الثاني على التوالي، تواصلت، في جنيف اليوم الخميس، مفاوضات وقف الحرب في السودان وآلياتها وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية، بمشاركة وفد “الدعم السريع”، بينما لم يحصل الوسطاء على رد قاطع من الجيش بالمشاركة.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، على منصة “إكس” :”نواصل عملنا الدؤوب مع الشركاء الدوليين لإنقاذ الأرواح، وضمان تحقيق نتائج ملموسة تتضمن تنفيذ مبادئ إعلان جدة”.
ورغم المقاطعة، إلا أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، طرح موقفاً جديداً بشأن مفاوضات جنيف، مبدياً “عدم ممانعته من الجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ”، لكنه في الوقت نفسه جدد التأكيد على رفضه “لتوسعة قائمة المسهلين”.
وجاء حديث البرهان عقب اتصال هاتفي تلقاه، ليل الأربعاء – الخميس، من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يتعلق بسير المفاوضات الجارية حالياً في سويسرا.
وأوضح البرهان، وفق إعلام مجلس السيادة، أنه أبلغ الوزير الأميركي”بأن الموقف السوداني الثابت هو التمسك بتنفيذ إعلان جدة حسب الرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة”.
وشدد على أنه”ليس هنالك مانع من الجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ، مع تأكيد الرفض لتوسعة قائمة المسهلين”.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت في بيان، أن الوزير بلينكن أكد للبرهان “أهمية المشاركة في مفاوضات السلام الجارية في سويسرا للتوصل إلى التنفيذ الكامل لإعلان جدة بغرض حماية المدنيين”.
وقال بلينكن، خلال الاتصال الهاتفي:”إن المجتمع الدولي قد اجتمع لدعم هذه المفاوضات التي تتشارك سويسرا والسعودية في استضافتها، بهدف وقف الأعمال العدائية، وضمان الوصول الإنساني، وإنشاء آلية جديدة لمراقبة التنفيذ”.
في السياق، أفادت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لصحيفة “الشرق الأوسط”، الخميس، أن “هناك تحركات واتصالات مكثفة من قبل مسؤولين غريبين وإقليميين لحضّ قادة الجيش السوداني على الانخراط في المفاوضات “بوصفها فرصة مهمة لما سيترتب على ذلك بعدها”.
في السياق، قالت مسؤولة أميركية في لقاءات جانبية مع مجموعات محددة من النشطاء السودانيين: “لدينا شركاء يعملون بكل جدية على إقناع قادة الجيش السوداني للحاق بالمحادثات في جنيف”.
وحول ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق مع وفد “الدعم السريع” قالت: “هذا الأمر ليس محل نقاش، نركز حالياً على القضايا المهمة المتعلقة بوقف القتال وحماية المدنيين والمساعدات الإنسانية”.
وبحسب المبعوث الأميركي فإن النقاشات في اليوم الأول، “ركزت على بحث مجموعات صغيرة مع خبراء فنيين، في أفكار لامتثال الأطراف لإعلان جدة”.
جدير بالذكر أن محادثات جنيف تأتي في أعقاب تعثر المفاوضات التي جرت بين طرفي الصراع في السودان؛ الجيش وقوات “الدعم السريع” في جولات سابقة استضافتها السعودية في جدة، وفي العاصمة البحرينية المنامة.
كما تأتي المحادثات في توقيت حذّرت فيه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن البلاد تقف عند “نقطة انهيار” كارثية، وتواجه أزمات عدة تتهدّد حياة عشرات الآلاف.
ووفقا للأمم المتحدة، دفعت الحرب بالبلاد إلى حافة المجاعة، وتسبّبت في مقتل عشرات الآلاف.