مرصد مينا – العراق
وصل البابا فرنسيس اليوم الجمعة إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان إلى العراق، وكالة الانباء العراقية قالت إن رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” استقبل البابا في مطار بغداد ظهر اليوم، و غادروا إلى قصر بغداد للقاء رئيس الجمهورية العراقية “برهم صالح”.
وأوضحت الوكالة إن زيارة البابا تتضمن لقاء رئيس الجمهورية وزيارة النجف الأشرف للقاء المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد السيستاني وزيارة مدينة أور في ذي قار.
كما تهدف زيارة البابا التي تستمر أربعة أيام، ويرافقه بها وفد كبير يضم مسؤولا أمنيا، ونحو 75 صحفيا، إلى طمأنة المجتمع المسيحي في العراق، وتعزيز الحوار بين الأديان.
وكان البابا قد أصر على الزيارة رغم تسجيل زيادة جديدة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا والمخاوف الأمنية، بعد هجمات صاروخية متكررة خلال العام الحالي، وقال البابا فرنسيس، بعد ساعات من هجوم صاروخي استهدف قاعدة عين الأسد تستضيف القوات الأمريكية يوم الأربعاء، إن المسيحيين العراقيين لا يمكن “خذلانهم للمرة الثانية”.
البابا فرنسيس، خاطب الشعب العراقي في رسالة بالفيديو عشية رحلته قائلا “أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح”.
الجدير بالذكر أن البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق، ألغى زيارة للعراق في نهاية عام 1999 بعد انهيار محادثات مع حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ومنذ ذلك الوقت، تراجعت أعداد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون إلى حوالي 250 ألفا، عندما فر كثيرون خارج البلاد هربا من أعمال العنف عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين.
كما نزح عشرات الآلاف عندما اجتاح مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية شمالي العراق في عام 2014، ودمروا كنائسهم التاريخية، واستولوا على ممتلكاتهم، وخيّروهم بين دفع الجزية أو تغيير دينهم أو مغادرة البلاد أو مواجهة الموت.
تفاصيل الزيارة..
مصادر إعلام محلية أفادت بأنه وبسبب المخاوف الأمنية والارتفاع الحاد في الإصابات بفيروس كورونا، سيكون ظهور البابا، البالغ من العمر 84 عاما، محدودا أمام الجمهور.
وسيلتقي البابا بعد رئيس الوزراء والرئيس العراقي،الأساقفة ورجال الدين الآخرين في كنيسة “سيدة النجاة” للسريان الكاثوليك في العاصمة، التي شهدت مقتل 52 مسيحيا وشرطيا في هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة عام 2010.
غدا السبت يذهب البابا جنوبا إلى مدينة النجف الشيعية حيث يزور المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، البالغ من العمر 90 عاما.الأمر الذي سوف يمثل قمة تواصله المستمر مع المسلمين الشيعة.
وعارضت بعض الجماعات الشيعية المتشددة زيارة البابا ووصفتها بأنها تدخل غربي في شؤون العراق. لكن الكثير من العراقيين يأملون أن يساعد ذلك في تعزيز رؤية جديدة للعراق.
بعد ذلك سوف يحضر البابا فرنسيس اجتماعا مشتركا بين أتباع المسيحية والإسلام واليهودية في موقع مدينة أور الأثرية، الذي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم.
يوم الأحد يزور البابا مدينة الموصل شمالي البلاد، حيث ستقام صلاة في كنيسة الساحة من أجل من سقطوا في الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى من المدنيين.
كما يزور البابا قراقوش القريبة، حيث عاد المسيحيون بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017 لترميم كنيسة المدينة وإعادة بناء منازلهم.
وبعد ظهر ذلك اليوم، سوف يقيم البابا قداسا يحضره آلاف الأشخاص في ملعب في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
ياشر إلى أن الحكومة العراقية ستنشر نحو 10 آلاف فرد من قوات الأمن العراقية لتأمين الزيارة، فضلا عن فرض حظر تجول على مدار الساعة للحد من انتشار فيروس كورونا.