fbpx

رفيق الحريري.. لن ينهض من بين الأموات

دون مساعدتهما، لن يخرج لبنان من مأزقه، والواضح حتى اللحظة أنه لا الأمريكان يمدون يد العون، ولا المملكة السعودية تفعل ذلك، وكليهما، سواء الولايات المتحدة أو المملكة لاتحبذان أن يغرق لبنان.

لا تحبذان غرقه، في الوقت الذي لا تمدا إليه يد المساعدة.

سيكون الوضع كذلك، مادام حزب الله يجثو على لبنان ومقدرات لبنان وقرارات لبنان ومصير لبنان، والواضح حتى اللحظة أن حزب الله يزداد شراسة وتغوّلاً في الصيغة اللبنانية، ولن يكون حسّان دياب بمنأى عن ضغوط حزب االله، على الرغم من أن المحيطين بشخصه يدركون أن الرجل ليس من أنصار حزب الله، لا بالأمس، ولا اليوم، ولن يكون كذلك في أي من الأوقات غير أن يد الرجل في الجمر.

لإنقاذ لبنان، كان لابد من الإجهاز على الصيغة.. الصيغة كاملة، وهي صيغة الطائفة الملوّنة بسطوة الاستخبارات السورية وغازي كنعان، وهي الصيغة الطائفية التي لن تجعل من اللبناني مواطناً، وليس بمقدور من لم ينل صفة المواطنية أن يحاسب فاسداً ، ففي اللحظة التي يفرد فيها أوراق المحاسبة، أو مطرقة القاضي، تنهض الطوائف من جديد لتحمي فاسديها، وما من أمير طائفة في لبنان إلاّ وكان فاسداً، بل إلاّ وبنى امبراطوريته على الفساد المالي وهذا يشمل الجميع، وهو ماصرخ به اللبنانيون:

كلن يعني كلن.

اليوم لبنان في ذروة محنته، فالوزارة تشكلت على طريق مزروع بالألغام، وفشل هذه الوزارة لايعني سوى أخذ البلاد إلى الشارع، ولكن لن يكون الشارع المسالم هذه المرة.. سيكون الشارع اليائس، فاقد الأمل والرجاء، المفجوع بلقمة خبزه ومصيره، وبينه وبين أن يأخذ هذا المسار ثمة خطوات إن تحققت فهي معجزة، وإن لم تتحقق فهي الكارثة:

 المعجزة في أن تتقبل الولايات المتحدة تلك الصيغة التي حمت حزب الله في لبنان.

 المعجزة أن تمد المملكة يدها لإنقاذه، مادامت يد حزب االله ممسكة برقبته.

والكارثة أن يبقى لبنان في هذا الوضع المالي والاقتصادي القاتل.

لا حزب الله يتراجع ولو قيد أنملة عن خطابه، بل هاهو يزداد تغوّلاً في خطابه بالإتكاء على الحليف الايراني.

ولا الحكومة بوسعها أن تكون حكومة كل لبنان وأصابع حزب الله تمسك بمفاصلها.

إلى أين سيذهب هذا البلد؟

إلى سلسلة من الاستحالات وكل استحالة تولد استحالة جديدة، حتى بات بالوسع نعت لبنان بأرض الاستحالات.

حسّان دياب يسعى وبكل جهده لإرضاء من لايمكن إرضائهم عبر محاولة التوفيق ما بين متصارعين حتى كسر العظم.

كان بوسع رفيق الحريري أن يمر بهكذا امتحان وينجح، لا بسبب الصيغة ولكن بحضور الشخص.. بعلاقات الشخص، بتلك الثقة التي تولدت عن سياساته ومقدرته على ملاعبة الثعابين.

حسان دياب ليس ممن يعرفون اللعب مع الثعابين.

ليس ذاك الرجل الساحر الذي يخرج الأرنب من قبعته، ولهذا:

قليلون من يتفاءلون بخروج لبنان من مأزقه.

اللهم إلاّ ّ إذا حدثت معجزة.. معجزة عنوانها:

أن ينهض رفيق الحريري من قبره.

وتلك معجزة لم يعثر عليها تاريخ الإنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى