قدم 60 نائباً في البرلمان الإيراني طلب استجواب بحق الرئيس “حسن روحاني”، موجهين له تهماً بعدم الكفاءة في إدارة شؤون البلاد، وممارسة التفرقة.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن المذكرة المقدمة، جاءت على خلفية التظاهرات التي عمت البلاد، نتيجة رفع أسعار الوقود بنسبة تفوق الـ 50 في المئة؛ والتي أدت حتى اللحظة لمقتل 36 متظاهراً في عشرات المدن الإيرانية، خلال يومين فقط.
ولفتت المصادر إلى أن عدد المعتقلين في عموم البلاد بلغ حتى الآن 1000 معتقل، مشيرةً إلى أن طلب الاستجواب قدمه النواب بعد أن احتجوا على عدم أخذ آرائهم بعين الاعتبار بخصوص رفع أسعار البنزين، واتهام الرئيس الإيراني باتباع خطط اقتصادية مكررة.
إلى جانب ذلك، دعا النواب حكومة “روحاني” لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل السيطرة على الوضع المتوتر، مطالبين بالإشراف على أسعار السلع بعد ارتفاع أسعار البنزين.
تزامناً، حذر الرئيس الإيراني من ما وصفه بـ”زعزعة الاستقرار في البلاد”، مشيراً إلى ضرورة التمييز بين الحق المشروع بالتظاهر وبين الشغب، مضيفاً: “لو لم نرفع سعر البنزين لعادت إيران لاستيراده خلال عامين”.
وفي تطورات المشهد الإيراني، كشفت وسائل إعلامية إيرانية عن أن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين، بسبب ارتفاع أسعار البنزين، أدت إلى تعرض أكثر من 100 مصرف ومحل تجاري للنهب والسلب.
إلى جانب ذلك، أكدت تقارير صحافية محلية أن عدد من البنوك وفروع المصارف تعرضت للحرق خلال المظاهرات، من بينها مصرف “تجارت” في مدينة شيراز، وذلك بالتزامن مع انهيار جديد للعملة الإيرانية جراء تواصل المظاهرات لليوم الثالث على التوالي.
من جهته، اعترف البنك المركزي الإيراني فيي بيانٍ له أن العملة تأثرت بالحركة الاحتجاجية الأخيرة، وأن سوق صرف العملات في البلاد يشهد تذبذبا، إلا أنه عاد وأكد أن سعر الصرف سيستقر.
تزامناً، نقلت مواقع إخبارية عن مصادر إقتصادية إيرانية، أن التومان سجل تراجعاً كبيراً بحلول صباح اليوم الأحد، حيث وصل الدولار إلى 13 ألف و400 تومان، مقابل ـ12 ألف تومان حتى مساء أمس السبت.
في غضون ذلك، تصاعدت موجة الاحتجاجات في البلاد لتشمل ما يزيد عن 100 مدينة، تخللها مهاجمة مواقع تابعة لقوات الأمن الداخلي الإيرانية المعروفة باسم “الباسيج”، إلى جانب حرق مقرات حكومية أخرى.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت شرطة مكافحة الشغب وهي تطلق الغاز المسيل للدموع وتستخدم العصي لتفريق المحتجين في عدة مدن، كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى متظاهرين وهم يضرمون النيران بصور للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي”، مرددين هتاف “الموت للديكتاتور”.
وكان المرشد الأعلى في إيران، “علي خامنئي”، قد علق على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، بالتأكيد على مواصلة خطة رفع أسعار الوقود، ملقيا باللوم والمسؤولية فيما يجري من “تخريب”، على حد تعبيره، على من أسماهم “معارضي الثورة والأعداء”.
وفي وقت يعيش فيه أكثر من نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر، وتنفق الدولة المليارات في لبنان وسوريا واليمن وغزة، قال “خامنئي”، إن الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما التخريب ويزعزعون الأمن ويستمرون في فعل ذلك.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي