مرصد مينا – روسيا
أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن موسكو تقترب من إعلان الحرب على أوكرانيا مع وصول أسلحة جديدة إلى الحدود مع أوكرانيا، حيث تحشتد القوات الروسية هناك منذ أسابيع، إذ حملت عربة تسير على سكة حديدية، نظام “بوك أم 1” Buk-M1، وهو نوع من أنظمة الصواريخ أرض – جو متوسطة المدى، إلى القوات المتمركزة على الحدود.
وهذه الصواريخ اشتهرت في العام 2014، بعد إطلاق صاروخ من منطقة يسيطر عليها الإنفصاليون في شرق أوكرانيا، وأسقط طائرة ركاب ماليزية، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 298 شخصا.
الصحيفة أشارت إلى أنه إذا دخلت روسيا في حرب مع أوكرانيا، فلا يزال يتعين عليها إنشاء خطوط إمداد بالوقود، وفتح مستشفيات ميدانية، ونشر أنظمة دفاع جوي مثل بوك، كي تحمي أسلحتها الثقيلة وقواتها بالقرب من الجبهة، مضيفة أنه حتى عندما كان الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يجريان محادثات لإنهاء الأزمة وتخفيف التوتر، كانت روسيا تقترب تدريجيا من الاستعداد لشن غزو بري واسع النطاق لجارتها.
وأعلن جهاز الأمن الروسي، الخميس، أنه اعترض سفينة أوكرانية في بحر آزوف بالقرب من القرم، لعدم امتثالها للأوامر، وبعد يوم واحد، أغلقت روسيا ما يقرب من 70٪ من بحر آزوف.
وفي ظل وجود التهديد العسكري، أصدرت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، قائمة مطالبها بشأن كيفية إنهاء الأزمة، ومن أهمها قيام الناتو “بالتنصل رسميا من قرار قمة بوخارست عام 2008 بأن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الناتو”.
يشار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضى العقدين الماضيين في محاولة محاربة توسع الناتو، لكن احتمال انضمام أوكرانيا إلى التحالف العسكري دفعه جزئيا إلى الأمر بضم شبه جزيرة القرم وإثارة حرب في شرق أوكرانيا أسفرت عن مقتل أكثر من 14000 شخص.
وتعد موسكو أخذ حلف الأطلسي جمهورية سوفيتية سابقة مجاورة في كنفه على نحو متزايد، وما تراه كابوسا يتمثل في احتمال نشر صواريخ للحلف في أوكرانيا موجهة إلى روسيا، بمثابة “خط أحمر” لن تسمح بتجاوزه.
وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” أمس تقريرا، بحسب موقع “الحرة”، توضح فيه بعض تلك الأسباب، التي تبين نظرة الروس إلى أوكرانيا، والتي تقول إنها ستكون بمثابة حواجز أمام أي حل، مشيرة إلى المخاوف الروسية من انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ورفضها التام لذلك، مستبعدة انسحاب القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وتقول الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إحياء أمجاد الماضي، وإنه يركز بشكل رئيسي على “إعادة بناء روسيا كدولة استبدادية قوية، وإبراز القوة في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وفي دول الاتحاد السوفيتي السابق”.